مهرجان حرائر الطفيلة للإصلاح
السبت : 7/4/2012
أردنيات من أجل الإصلاح
أيتها الحرائر.. أيها الأحرار في طفيلتنا الشماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي أن أنقل إليكم تحيات واحترام أخواتكم في تجمع أردنيات من أجل الإصلاح وأن أؤكد لكم بأننا شركاءكم في الهم والمصير والقضية .. ونستنكر القمع والتنكيل والاعتقال الذي نال من أبنائنا في الطفيلة والدوار الرابع وفي كل مكان طالته هراوات القمع والظلم.. ونقول لكل من اعتدى على شبابنا تبت كل يد امتدت إلى أحبتنا بسوء ..
أيها الحفل الكريم
عقدة الأردن الأساسية تتلخص في إشكالية الفساد فقد ظهر الفساد في البر والبحر .. على يد [الذين طغوا في البلاد فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ] ( الفجر: 12)
** لدينا فساد عام : نال من هيبة الدولة وأفسد علاقة النظام بالشعب .. وانتشرت فضائحه كما النار في الهشيم .. وتمدد على القطاعين العام والخاص ..
فساد تعددت ملفاته من تبديد ونهب موارد الدولة وثرواتها وأراضيها.. إلى مشاريع استراتيجية.. ورخص .. وشركات ومؤسسات خدمية كبرى ..كلها تم التلاعب بأموالها وعطاءاتها نهباً وتبذيراً وأعطيات للمحاسيب والأقارب ولعصابات هبطت علينا من عالم آخر !! كشف عن بعضها وما زال بعضها بالانتظار.. وما سقط بين يدي الادعاء العام لا يمثل سوى قمة جبل الجليد ..
و فساد إداري من مفرداته : تعيينات عشوائية .. محسوبية وتمييز بين المواطنيين في الوظائف والأجور.. ومئات المستشارين الذين غصت بهم مؤسساتنا الحكومة والمستقلة واستنزفت رواتبهم الفلكية ملايين الدنانير ..
وفساد سياسي من مفرداته : انتخابات مزورة، ومجالس نيابية بالتعيين تدار بالرسائل القصيرة، حتى وصلنا إلى مجالس يعين رئيسها بالتزكية، فكان من الطبيعي أن يأتي الأداء حافلاً بالسواد والتصويت الاستفزازي والانحياز لأولياء النعم من زمرة الفاسدين!
وفساد اقتصادي من مفرداته : سياسات ليبراليَّة متوحِّشة تولت برنامج خصخصة القطاع العام فعاثت فيه فساداً وبيعاً وعقود إذعانية مع شركاء وشركات وهمية.. فنشأ لدينا شركات مساهمة وبورصات ومشاريع وهمية باعتنا أوهاما ًوفتكت بمقدرات المواطنين ونهبت كل ما في جيوب الفقراء والمعدمين لصالح طبقة طفيلية فاسدة استنزفت مواردهم المحدودة وهبطت بها إلى ما دون الصفر.. (وما المستثمرون العرب والبورصات الوهمية إلا بعضا ًمنها)
فساد وضعنا أمام حالة أزمة مركبة ومتعددة التجليات حيث أننا أمام أزمة بسبب غياب الثقة والاحترام المتبادل بين النظام وقوى الإصلاح ..فالنظام دأب على مطالبه اليومية من قوى الإصلاح بإعلان احترامها وولائها للنظام ، دون أن يبدي النظام أية بادرة احترام أو اعتراف بقوى الإصلاح باعتبارها من مكونات الدولة الأساسية .. بل على عكس مافتئ يشن حملات شرسة من التشكيك والتجييش الإعلامي ضد قوى الإصلاح بعامة.. متناسياً أن فقدان الاحترام والثقة والاعتراف المتبادل أغلق الكثير من قنوات التواصل!
لدينا أزمة في المفاهيم إذ أصبحت مفاهيم الولاء والانتماء الأكثر إشكالية، فحل الولاء والانتماء لمنظومات الفساد والإفساد والمصالح والولاءات الفرعية الضيقة .. محل الولاء والانتماء للعقيدة والوطن والأمة ومصالحها العليا.
كما أن لدينا أزمة مع نهج الانفراد بالحكم والسلطة وتهميش الشعب وإقصائه عن آليَّات ومواقع القرار.. نهج تتقدم فيه مصالح الأفراد والمتنفذين على مصالح الوطن مما أوصل البلاد إلى حافة الهاوية !!
أزمة في النوايا والمصداقية فحتى اليوم لم تتقدَّم الحكومات المتعاقبة خطوات جادة باتِّجاه إصلاح النظام وتغيير أساليب الحكم.. فضلاً عن التسويف واستنزاف الوقت في محاولات يائسة لإجهاض الحراك الشعبي السلمي والالتفاف عليه !!
أزمة قوامها الخوف على المستقبل وانسداد الأفق أمام مديونية لا نحسد عليها .. وتباين طبقي قوامه الثراء المفاجئ والفاحش لنفر من رموز الفساد مقابل تردي أحوال الناس المعيشية وتآكل الطبقة الوسطى ..
أزمة مع استمرارية سيطرة الذهنية العرفية والنظام الأمني على مفاصل الدولة ، يعبر عنه التعاطي مع المعارضة بالتجاهل والقمع وتجييش كتائب البلطجية للبطش والتنكيل بالمتظاهرين والمعتصمين السلميين (وما ساحات المسجد الحسيني ودوار الداخلية وساحة النخيل وسلحوب وخرجا وقميم والمفرق والطفيلة والدوار الرابع إلا عناوين لهذه الذهنية !!
أمام مركب هذه الأزمات .. وقعنا في حالة شديدة من التوتر والإحباط والاحتقان .. فما يطرحه النظام من حلول للمعضلات السياسية والمالية والإدارية مازالت حلولاً وهمية وسراباً خادعاً ؟ لا تتجاوز الترقيعات والشكلانية لا تلامس مطالب الشعب الإصلاحية الجادة..
أمام هذا المشهد الحافل بالتوتر لا يسعنا إلا أن نقول "حسبنا الله ونعم الوكيل" .. فلمصلحة من يتم الاعتداء الشرس على شباب الحراك الإصلاحي؟ فهل مصلحة الدولة العليا وأمن الوطن واستقراره يتحققان بقمع الشباب والتنكيل بهم ؟ أو ليس من العار أن يعتقل الأحرار والإصلاحيون ويظل الفاسدون طلقاء يسرحون ويرتعون ؟
إننا أمام هذا المشهد نؤكد على الاستمرار في حراكنا السلمي الراقي.. لان محركاتنا وطنية وموضوعية .. كما نؤكد إصرارنا على محاربة الفساد وإزالة كل آثاره ومحاسبة المفسدين ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب!!
فالإصلاح يحتاج إلى صالحين ومن ثم مصلحين .. وتحصين الوطن وحمايته وتنظيفه من الفساد والمفسدين هي المقدمة الأولى للإصلاح وإعادة البناء!!
وأما عن مسؤوليتنا في هذه المرحلة فتتركز في ضرورة تعزيز جبهتنا الوطنية الإصلاحية بأن تتفاعل كل القوى وخاصة تلك التي مازالت تطل على المشهد من أبراج المراقبة .. فمسؤولية الإصلاح فرض عين، وأما المتفرجون والصامتون كالمتواطئين شركاء في جريمة الظلم التي نال من كل الأردنيين.. وعلينا كذلك إعادة صياغة خطابنا الإصلاحي ليكون خطاباً جامعاً محدد الأهداف فـ(لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس)..
على ذلك لنشمر عن سواعدنا ونطوق خاصرة الوطن الأغلى.. فعلى هذا الدرب ماضون حتى النصر وإنجاز الإصلاح الكامل ( وما نيل المطالب بالتنمي ولكن تؤخذ الدنيا غلابا)
وختاماً تحية لحرائر الطفيلة وأحرارها وشكراً لكم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق