الأربعاء، 23 فبراير 2011

أغنية (فيديو)تحكي واقع حكامنا - كنت أحكم العالم

أغنية (فيديو)تحكي واقع حكامنا .. 
الخميس, 24 شباط/فبراير 2011 06:10
Viva La Vida
I used to rule the world
كنت أحكم العالم
Seas would rise when I gave the word
تقف البحار حينما أقول كلمتي
Now in the morning I sleep alone
الآن أنام وحيداً  في الصباح
Sweep the streets I used to own
أنظف الشوارع التي كنت أملكها
I used to roll the dice
كنت أغامر برمي حجارة "الزهر"
Feel the fear in my enemy's eyes
وأحس الرعب في أعين أعدائي
Listen as the crowd would sing
أسمع حينما تغني الجموع
"Now the old king is dead! Long live the king!"
مات الملك القديم  ...عاش المليك
One minute I held the key
في دقيقة أحمل المفتاح (يقثد مفاتيح العالم)
Next the walls were closed on me
الآن أغلقت الجدران علي..
And I discovered that my castles stand
واكتشفت أن قلعتي تقف
Upon pillars of salt and pillars of sand
على أعمدة ملح وأعمدة من رمل
I hear Jerusalem bells a ringing
وأسمع أجراس القدس
Roman Cavalry choirs are singing
و "كورال" الجيش الروماني يغني
Be my mirror, my sword and shield
كن مرآتي وسيفي وترسي ..(كن دليلي)
My missionaries in a foreign field
والمبشرين الذين أرسلتهم للأجانب في حقل التبشير
For some reason I can't explain
ولسبب ما لا أستطيع أن أوضح
Once you go there was never
وحينما تذهب هناك لن تكون
Never an honest word
لن تكون كلمة صادقة حقيقية
And that was when I ruled the world
عندما كنت ملكاً وأحكم العالم
It was the wicked and wild wind
كانت الريح الشريرة والمتوحشة
Blew down the doors to let me in
تحطم الأبواب لكي تاذن لي بالدخول
Shattered windows and the sound of drums
والنوافذ المحطمة وأصوات الطبول
People couldn't believe what I'd become
والناس لم يصدقوا ما صرت إليه
Revolutionaries wait
أيها الثوار انتظروا
For my head on a silver plate
لكي يقطع رأس على طبق من فضة (تعبير عن انتهائه)
Just a puppet on a lonely string
مثل لعبة على خيط وحيدا
Oh who would ever want to be king?
يا كل من يريد أن يصبح ملكاً
I hear Jerusalem bells a ringing
وأسمع أجراس القدس
Roman Cavalry choirs are singing
و "كورال" جيش الروم يغني
Be my mirror, my sword and shield
كن مرآتي وسيفي وترسي ..(كن دليلي)
My missionaries in a foreign field
والمبشرين الذين أرسلتهم للأجانب في حقل التبشير
For some reason I can't explain
ولسبب ما لا أستطيع أن أوضح
Once you go there was never
وحينما تذهب هناك لن تكون
Never an honest word
لن تكون كلمة صادقة حقيقية
And that was when I ruled the world
عندما كنت ملكاً وأحكم العالم



أحمد الدقامسة .. رمز وطني في الوجدان الأردني ..

أحمد الدقامسة .. رمز وطني في الوجدان الأردني ..
د. عيدة المطلق قناة

يحفل تاريخ الصراع العربي الصهيوني بالممارسات الصهيونية المتفردة بالنذالة .. ولعل ما يستثير الشجون في مقاربة قضية المجاهد البطل "أحمد الدقامسة" هو تلك المقولات المستفزة  التي لا تمل الحكومات الأردنية من إطلاقها في كل مناسبة يصرخ فيها الأردنيون بتحريره.. ولعل من أسوئها ما جاء في تصريحات الناطق باسم الخارجية الأردنية التي تتنصل من تصريحات وزير العدل "حسين مجلي" ..  التي اعتبر فيها الدقامسة "بطلاً .. وما كان ينبغي أن يسجن أصلاً ".. فهذا التنصل الحكومي من موقف وزير العدل المنسجم مع مرافعته التاريخية عن الدقامسة ، قد لامس أوجاعاً عميقة في الذاكرة الوطنية الجمعية للأردنيين .. هذا الذاكرة التي تختزن مئات الممارسات الصهيونية المتفردة بالنذالة .. كما يحظى "الجيش الصهيوني" في ذات الذاكرة بالسجل الأخلاقي "الأشد انحطاطاً" .. ولعلنا نشير إلى اليسير من أمثلة ممارسات النذالة العسكرية الصهيونية :
·        جريمة قتل أطفال مدرسة "بحر البقر" في مصر في 8/4/1970.  
·        جريمة إعدام الأسرى المصريين ودفن الجرحى منهم أحياء في رمال سيناء...
·   اختيار مائير داجان رئيساً للموساد عام 2002 ..ومن ثم رجل العام 2009 .. بسبب "الإبداع والقسوة في قتل الفلسطينين والعرب".. و لبراعته في الاغتيالات .. واشتهاره بقطع رءوس الفلسطينيين وفصلها عن أجسادهم بسكين .. فضلاً عن التمثيل بجثث المقاومين..
·   إلى جانب ما وثقه "تقرير غولدستون" من مجازر .. التي يرفض هذا الجيش مجرد النظر في أي من مئات الانتهاكات الواردة فيه ، رغم أن من بين المدنيين الذين قتلوا في العدوان على غزة  هناك  (313 ) طفلاً، و (116) امرأة ..
·   ولعل قمة النذالة السلوكية ما يعلنه هذا الجيش من تكريم للقتلة وكان آخرها تكريم "قتلة المتضامنين في  أسطول الحرية .. إذ اعتبرهم رئيس أركان "الجيش" "جابي اشكنازي" "نموذجا يحتذى في الشجاعة والإقدام ومواجهة التحديات الكبرى من دون فقدان الهدف"...
·   أما نذالة سلوك قطعان المستوطنين فحدث ولا حرج يكفي أن نشير إلى واحدة منها على سبيل المثال فحسب .. فهؤلاء لا يخجلون من التأكيد ( أمام المحاكم التي تقام لتكريمهم لا لمحاسبتهم) بأنهم إنما "يتقربون للرب بقتل الفلسطينيين"!..

وأما بالنسبة لاحترام المواثيق والمعاهدات الموقعة مع هذا العدو فقد نال الأردن الرسمي والشعبي الكثير من هذا الاحترام  لعل من أمثلتها :
·   ضخت إسرائيل مياه المجاري في شبكات توزيع مياه شرب الأردنيين ( في احترام كامل لبنود اتفاقية وادي عربة خاصة ما يتعلق منها بحقوق الأردن في المياه )
·        المفكرون والساسة الصهاينة يصرون على تذكيرنا على الدوام بأن  "الأردن" هو الضفة الشرقية المحتلة لإسرائيل..
·   البرلمان والحكومة الصهيونية يعتبران "الأردن" هو الدولة الفلسطنية المقصودة في مشروع حل الدولتين ( في احترام واضح لمقولة تكفين الوطن البديل )!! 
·   في عام 1967 صادرت "إسرائيل"  مخطوطات البحر الميت - التي تعود ملكيتها للحكومة الأردنية - من متحف روكفلر في القدس الشرقية.. في احترام واضح لـ"معاهدة لاهاي" لعام 1954 لحماية الملكية الثقافية في حالة النزاع المسلح..  
وحين قامت الحكومة الأردنية بمطالبة المتحف الملكي في اونتاريو/ كندا – الذي كان يعرض هذه المخطوطات - بعدم إعادتها إلى  اسرائيل إلى أن يتم التأكد من ملكيتها القانونية ( الذي تمتلك الأردن كل الدلائل على ملكيتها ) جاء الرد الإسرائيلي واصفاً الطلب الأردني "بالسخيف" !!

في ضوء هذا الغيض من فيض الاحترام "الإسرائيلي" للمواثيق والمعاهدات والأخلاق ..فإن الحكومة الأردنية إذا ما كانت جادة بالتوجه الإصلاحي والانفتاح على الشعب والحوار مع قواه فلا بد لها من أن تعترف :

·   بأن الأردنيين – كل الأردنيين – يرفضون موقف التسول والتوسل .. لعدو خارج على كافة قواعد الأخلاق والشرائع .. كما يرفضون موقف السكوت على الوصاية التي تريد إسرائيل فرضها على الأردن!!
·    وأن الأردنيين – كل الأردنيين -  يريدون من حكومتهم أن تحترم مشاعرهم .. وأن تعيد النظر في هذا الخطاب المساوم الاستفزازي الجارح لكرامتهم الوطنية .. والمؤذي لمشاعرهم القومية .. والمتجاوز على ذاكرتهم الجمعية ..
·    وأن الأردنيين – كل الأردنيين - يريدون من حكومتهم اتخاذ قرار سيادي لا ينازعها فيه أحد بالتحرير الفوري للرمز الأردني " أحمد الدقامسة".. بل وتكريمه وتوفير حماية له .. فضلا ًعن توفير عمل لائق له، وتعويض عائلته عن عقد ونصف من المعاناة ..
·    وأن الأردنيين يقدرون عالياً موقف وزير العدل "حسين مجلي - أبو شجاع " لقولة الحق في زمان المداهنة والمرواغة والاختباء .. ويتوقعون منه الصمود حتى تحقيق الإفراج عن موكله.. فاحتجاج الصهاينة لدليل على صوابية موقفه!!

لقد آن الآوان للحكومات الأردنية أن تدرك بأن "أحمد الدقامسة" ترسخ رمزاً وبطلاً في الوجدان الأردني والقومي.. وما عليها - أي الحكومات-  إلا احترام ما رسخ في هذا الوجدان!!


eidehqanah@yahoo.com

الاثنين، 14 فبراير 2011

هناك ميادين للتحرير في جميع أوطاننا

هناك ميادين للتحرير في جميع أوطاننا
د. عيدة المطلق قناة

تتعرض المنطقة العربية من محيطها إلى خليجها إلى رياح عاصفة قوية .. فهذه المنطقة يجثم على صدرها  أنظمة مصابة بالعقم المزمن .. وكل ممارساتها تعبر بشكل سافر عن عجزها ونكوصها .. إذ تماهت بمقولات غبية (أطلقها قادة أغبياء)  أقلها من ليس معنا فهو ضدنا.. مقولات كان من أهم متطلباتها تشديد القبضة والمبالغة لا بالتلويح بالعصا فحسب بل باستخدامها في كل صغيرة وكبيرة .. !!  ومن موقعها راحت هذه الأنظمة تراقب بعض تفاعلات حالة الغليان وكأنها تجري في المريخ .. وحين كانت تصطدم بهدير الانفجار أو ترى بعضاً من  تباشيره .. سرعان ما نراها تتخبط في عدم التصديق .. فتتصرف بارتباك وبلادة عز نظيرهما..  .. فبعد أن عاشت على خرافة القناعة بأنها تحكم شعوباً من  خارج منظومة الآدمية .. دون أن يمر في خيالها احتمالية أن ينتمي هؤلاء المحكومين لطيف من آدمة .. فكيف يمكنها تصور أنه ربما يكون لديهم قابلية  للغضب ؟؟

أنظمة تمارس إرهاب الدولة والقمع المنظم .. وتحكم بقوانين الطوارئ .. حتى باتت ممارساتها تشكل عدوانا على كل مفردات الوطن .. عبر وسائل الفساد والإفساد.. والمزواجة بين السلطة والثروة  ..  تجاوزت كل المحرمات وانتهكت الخطوط الحمراء .. ونفذت وما زالت تنفذ أخطر عمليات النهب والبيع .. وغيبت العدالة الاجتماعية بكل أشكالها .. ومأسست الفساد حتى أصبح هذا الفساد أكبر قوى ضاربة ..  

ومع ذلك ورغم انكشاف جانب من جبل المستور .. فإن هذه الأنظمة ما تزالت تنا م على  حرير أوهام تسطرها تقارير البنك الدولي ومراكز البحوث الموجهة .. أوهام الاستقرار والوئام .. ونسب النمو التي تفوق أعلى معدلات النمو في العالم .. دون أن تعي بأن هذا الاستقرار يقوم على أجهزة قامت على تسمينها حتى تغولت على كل شيء .. وحجبت الرؤيا حتى لا تقع عين أحد على إرهاصات الغضب والثورة الكامنة تحت الرماد ..  

ألم ترسم لنا تقارير البنك الدولي صورة وردية لنموذج الاستقرار والتنمية التونسي .. فكيف نصدق تقارير هذه المؤسسات بعد الزلزالين التونسي والمصري ..

ثورة مصر اليوم ومن قبلها ثورة تونس جاءت لتصفع هؤلاء بحقيقة قشرة الاستقرار المزعوم.. هذه القشرة التي فشلت في إخفاء الغضب الكامن تحتها .. فحين جاءت اللحظة التاريخية انكشف الغطاء القشري هذا عن مخزون طافح من الغضب  .. وكانت الثورة التي فاجئت أنظمة عاشت في المكان ولكن خارج الزمان ..

ثورة مصر ثورة حقيقية واعية ناضجة .. متحركة عبقرية تبدع في كل يوم أدواتها وشعاراتها .. ثورة تتعمق وتترسخ يوماً بعد يوم لتستحيل على كل  محاولات الالتفاف والاحتواء .. فكان من الطبيعي أن تتحرك أحلام الشعوب من المحيط إلى الخليج.. ومن الطبيعي كذكل أن نرى كل هذا الكم من الفرح الحقيقي الغامر بالإنجاز المصري العظيم .. ذاك الإنجاز المهيب الذي حرك  الوعي العربي وأطلقه من عقاله  .. ومن الطبيعي أن تتوالد انتفاضات على زمان عربي بائس لتصنع زماناً تستحقه هذه الأمة ..!!

اليوم تبدأ مرحلة جديدة ستكون مختلفة بالضرورة ..مختلفة بأدواتها ورموزها  ومقولاتها .. وهاهي مصر تعود لأمتها .. فمصر ما بعد الخامس والعشرين من يناير لن تقبل بأن يحكمها نظام  يلعب دور الشرطي لنظام  شرق أوسطي أمريكي- إسرائيلي.. 

وكذلك الأمر فإن أمتنا اليوم أمام جيل مختلف.. جيل ارتبط  بالحلم وآمن بقدرته على تحقيق الحلم .. جيل يتفجر وطنية وحماسة.. انتفض على كل مقولات التسطيح والتسفيه .. وخرج على شرط الوصاية عملاقاً متحدياً مدركاً ما له وما عليه..  جيل عبقري كشف عن مصر الحقيقية .. إذ تستعيد ذاتها الحضارية ودورها الريادي ومكانتها البهية ..
هذا هو الزمان العربي الجديد .. زمان للنهوض العربي الشامل .. زمان تتجه بوصلته إلى الأمام .. لقد ولى زمان الرئاسات المؤبدة .. وتوريث المناصب والأوطان المفروشة .. إلى غير رجعة!!
فبعد أقل من خمس سنوات على بشارة "كونداليزا رايس" بشرق أوسط جديد أرادته أن يولد من رحم الفوضى الخلاقة  .. ها نحن اليوم إمام مخاض حقيقي.. لوطن عربي جديد يولد من رحم ثورة الشعوب ..
فحين انطلقت انتفاضة تونس من سيدي بوزيد .. اكتشفنا أن هناك سيدي بوزيد في جميع أوطاننا .. واليوم وقد انتصرت ثورة مصر .. نكتشف بأن هناك ميادين للتحرير في جميع أوطاننا .. !!


eidehqanah@yahoo.com

الأحد، 13 فبراير 2011

عافية الصديقي : حكاية ظلم

عافية صديقي .. حكاية ظلم
د. عيدة المطلق قناة

تمر الأيام العالمية للمرأة بمرور الأعوام وتبقى المرأة المسلمة..  تتعرض للعديد من الانتهاكات والجرائم في حقها ..وفي مقدمتها الانتهاكات التي تتعرض لها النساء المعتقلات في السجون الأمريكية .. سواء كانت في داخل الولايات المتحدة أو خارجها .. ولعل حكاية الدكتورة "عافية صديقي"  تكاد تكون الأكثر إيذاء للوجدان .. فعافية امرأة باكستانية مسلمة محجبة،  نحيلة الجسم ، صغيرة الحجم .. في العقد الثالث من عمرها .. قضتها بهدوء وطلب للعلم والمعرفة .. إذ قضت ردحاً مهماً من حياتها في الولايات المتحدة حيث درست طب الأعصاب في "معهد مسشوستس للتكنولوجيا" (MIT) (من أكبر جامعات أمريكا) .. لتنضم لركب عائلتها الطبية حيث أنها "ابنة لطبيبة ، وشقيقة لطبيبة أخرى..وزوجة لطبيب ، وأم لثلاثة أطفال بقوا برعايتها بعد انفصالها عن زوجها.. !!

في مارس عام 2003 م سافرت من (راولبندي) حيث مقر عملها إلى (كراتشي) لتزور والدتها وأختها، وبعد انتهاء الزيارة خرجت من بيت أمها تقلُّها سيارة أجرة لتوصلها إلى المطار، ولكنها لم تصل، ولم يعلم عنها أحد شيئاً .. اختفت مع أولادها الثلاثة، وكان عمر أكبرهم أربع سنوات، وأصغرهم لم يكن ليتجاوز الشهر الواحد.. وحين حاول أهلها السؤال عنها مُنعوا من ذلك.. بل اتصلت الاستخبارات الباكستانية بأمهــا وأختهــا تطالبهما بالتزام الصمت، وبعد فترة حين ألحَّت الأم لمعرفة مصير ابنتها وأحفادها اتصل بها وزير الداخلية آنذاك وهو (فيصل حياة)، ووعدها بعودة ابنتها وأولادها الثلاثة إليها قريباً، ولكنهم لم يعودوا.. حتى اللحظة!!

غابت أخبار عافية ..وبقيت حكايتها طي الكتمان دون أن يعلم أحد عن مكان احتجازها أو التهمة التي احتجزت بسببها .. حتى أخذت تتسرب الأخبار عن امرأة مجهولة الهوية يشار إليها  بـ"سيدة باجرام الحزينة السجينة رقم 650 " لطمس شخصيتها الحقيقية .. اعتقلت مع الرجال في  (سجن باجرام) الأفغاني- الأمريكي " السيئ الصيت".. عاشت فيه حياة بائسة ، فالحراس يتسلون بتعذيبها .. أمام بصر وسمع نظرائها من المعتقلين .. فحفرت حكايات تعذيبها أخاديد عميقة يصعب أن تمحوها الأيام في قلوبهم ووجدانهم!!!..

لم يدر بخلد أحد أن عافية تشترك في محنتها مع أكثر من خمسمائة شخص .. اختطفتهم السلطات الباكستانية العسكرية من بين أهاليهم وباعتهم إلى أمريكا بثمن بخس دولارات معدودة.. وأحاطت هذه السلطات أخبارهم بالتكتم الشديد .. بل إن مصير الكثيرين منهم ما يزال مجهولاً حتى يومنا هذا .. لقد منعت أهاليهم وأقاربهم من البحث والسؤال عنهم..
لكن أحد هؤلاء البؤساء كان (معظم بيك ).. قضى في باجرام فترة من الزمن اعتاد خلالها سماع صرخات تلك المرأة .. وحين نقل إلى "غوانتانامو" ..ظلت تلك الصرخات حاضرة في وجدانه وسمعه وضميره.. وبعد الإفراج عنه في عام  2005م قام بتأليف كتاب أسماه ( المقاتل العدو) (Enemy Combatant)  سجَّل فيه كل ما رآه وشهده من مظاهر الظلم والجبروت الأمريكي، ولم ينسَ أن يذكر السجينة رقم (650) وصرخاتها التي كانت العلامة الوحيدة الدالة عليها.

قرأت الصحفية البريطانية (إيفون ردلي) (السجينة السابقة لدى طالبان - التي أعلنت إسلامها) ما كتبه (معظــم بيك)، ؛ فدفعها حسها الصحفي إلى البحث عن هوية تلك السجينة المجهولة وبعد البحث والتحري اكتشفت أنها ليست إلا الدكتورة (عافية صدِّيقي) الطبيبة الباكستانية المتخصصة في علم الأعصاب التي اختفت من كراتشي في عام 2003م..!!
أعلنت (إيفون ريدلي) خبرها على العالم؛ ثم بدأت حملة مكثفة للتوعية بقضية عافية صديقي.. وفي إطار حملتها قامت في أكتوبر / 2009 بجولة شملت ست ولايات أمريكية منها ألباما، وجورجيا ، وميلواكي ، وتكساس، ألقت خلالها المحاضرات وأقامت الحوارات .. والتقت بالنشطاء والطلبة .. وزارت الجامعات والجمعيات والروابط .. وكتبت المقالات وأجرت المقابلات الصحفية والتلفزيونية.. ناشدت المسؤولين .. وعبأت النشطاء للتحرك في هذه القضية التي تمثل قمة الظلم الأمريكي.. !!

نجحت (ريدلي ) في استثارة الرأي العام العالمي .. وأخذ يتابع قضية "عافية صديقي "  أعدادا كبيرة من النشطاء والحقوقيين.. وكشف هؤلاء عن تعرض "عافية " خلال وجودها في السجن لأنواع شتى من التعذيب تفوق قدرة أقوى الرجال على تحمله .. وقد أكد عضو البرلمان البريطاني المسلم (اللورد نذير أحمد) بأنها تعرَّضت لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي حتى أصيبت بأمراض نفسية خطيرة فقدت ذاكرتها على إثرها؛ كما صرح  بأنها تعرضت للاغتصاب من قبل الجنود الأمريكيين في سجن (باجرام).. !!

حين افتضح الأمر - بعد تكتم شديد استمر خمس سنوات- اضطرت السلطات الأمريكية لتوجيه اتهامات ملخصها "محاولة نسف مكتب الحاكم الإقليمي في غزنة،  و محاولة قتل ضباط أمريكيين في أفغانستان، وتهمة الانتماء للقاعدة" (  إذ تزعم السلطات الأمريكية أن صديقي كانت متزوجة من ابن أخ خالد شيخ محمد المتهم بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر)!! .. وقدمت صديقي للمحاكمة على أساس تلك التهم  التي وصفتها محامية عافية " إلين شارب" بالسخيفة.. وقالت بأنها "قصة غير ممكنة التصديق...

أما عن وحشية المعاملة فدلالتها أنها حين ظهرت لأول مرة في إحدى محاكم نيويورك لتحاكم على تلك الاتهامات الملفقة الغريبة قبل أشهر معدودة.. كانت لا تستطيع الوقوف .. تستند إلى آخرين أثناء الوقوف والمشي.. وتبدو هزيلة وضعيفة.. والدم ينزف منها، وآثار التعذيب بادية عليها.. وقالت  شقيقتها ( الطبيبة فوزية صديقي) بأنهم "عاملوها معاملة قاسية وصلت إلى درجة أنهم أخذوا أجزاء من جسمها ومنها كليتها؛ إمعاناً في تعذيبها، وأضافت أن أختها الآن بين الموت والحياة، وربما تفقد حياتها قريباً إذا لم تسعف بعلاج جدي"..وتقول بأنه حين طلبت الدكتورة (عافية) أن تعالجها طبيبة امرأة رفضوا ذلك بحجة عدم وجود طبيبات نساء.. وتؤكد بأن السلطات الأمريكية لم تهتم بعلاجها، بل إنهم يفضلون موتها على حياتها .. ليدفن معها سرها الذي بدأ يقلقهم .. !!

تلك هي بعض ملامح حكاية الدكتورة العالمة  "عافية صديقي " أول امرأة على لائحة إف بي آي (FBI) الإرهابية .. تهمتها الشروع في القتل والاعتداء على ضابط أمريكي.. وقبل التحقق والثبوت لاقت من التعذيب الوحشي مالا يطيقه بشر ..!!

إنها حكاية تجسد أنموذجا عن ثقافة الكراهية والخداع الأمريكية .. كما تجسد مثالاً على التلفيق والتزوير والفبركة .. فضلاً عما تمثله من سمات السلوك الأمريكي المتوحش تجاه العرب والمسلمين !!

إنها حكاية حقيقية لانتهاك شرف المرأة المسلمة على يد جنود سلطة محتلة فاجرة .. ولكن جريمة الشرف هذه لم تحرك غضبة أشاوس الأمة التي طالما حركتهم جرائم الشرف المزعومة!!
eidehqanah@yahoo.com

السبت، 12 فبراير 2011

أين العرب من المعركة القضائية ضد مجرمي الحرب ؟

أين ين العرب من المعركة القضائية ضد مجرمي الحرب ؟
د. عيدة المطلق قناة

في ظل تواطؤ أو صمت دولي ارتكبت "إسرائيل " في حروبها الدموية التدميرية المفتوحة على الأمة منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا جرائم نكراء صدمت ضمير الإنسانية غير مرة.. ولكن هذا الضمير الإنساني اكتفى طوال الوقت بإدانات خجولة عابرة.. ما كان من شأنها إلا تحفيز المزيد من العدوانية والوحشية .. لقد انخرط في هذه الحروب جميع مكونات هذا الكيان "الإسرائيلي" ( حكومة وشعباً وجيشاً ومؤسسات مدنية).. وتورط المئات من الجنود والضباط والقادة والسياسيين مباشرة بارتكاب جرائم حرب .. بل إنهم ارتكبوا كافة أشكال الجرائم الموصوفة بالقانون الدولي،  وخاصة "اتفاقية جنيف الرابعة" ، فضلاً  عن كافة الجرائم التي حددتها المواد ( 5 و6 و7 و8) من "نظام روما الأساسي" الخاص بـ"المحكمة الجنائية الدولية" .. ولكن الجرائم التي ارتكبت في الحربين الأخيرتين في عام (2006) على لبنان وفي عام (2008) على غزة – حظيت بشهادة شهود دولييين .. وتم توثيقها بالصوت والصورة .. وأكدتها تقارير اللجان والمنظمات الحقوقية ( المحلية والإقليمية والدولية).. والتي كان "تقرير جولدستون" تتويجاً لها..!!

وضعت تلك الحقائق الدامغة المئات من المسؤولين الإسرائيليين الكبار (سياسيين وأمنيين وعسكرييين)  في مواجهة التهديد بالملاحقة والمثول أمام القضاء في العديد من دول العالم ..
وها نحن اليوم بصدد حراك قانوني قضائي واسع النطاق.. إذ تقدم  نحو ( 350 ) منظمة وجمعية مدنية ونقابية مع عدد كبير من المحامين العرب والأوروبيين باسم (التحالف الدولي من أجل محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة)  بدعوى قضائية إلى "المحكمة الجنائية الدولية"  في "لاهاي الهولندية"  ضد "إسرائيل".. وفي بريطانيا هناك حراك قانوني لافت  ضد جرائم ومجرمي الحرب "الإسرائيليين " ، ولعل من  رموزه المحامي البريطاني "دانيال ماكوفر".. الذي أكد بأن الملاحقات القضائية للشخصيات العسكرية والسياسية الإسرائيلية ستبقى قائمة ، ولن يفلت أي منهم من القضاء.. وماكوفر يعمل على توسيع نطاق تطبيق الملاحقة القضائية لمرتكبي الاعتداءات على حقوق الإنسان في أي مكان في العالم!!

في ذات السياق أصدرت محكمة "وستمنستر البريطانية" في الرابع عشر من ديسمبر2009  أمراً باعتقال "تسيبي ليفني " وزيرة الخارجية الصهيونية السابقة بشأن اتهامات بارتكاب جرائم حرب" .. وذلك بعد أن طالب الفرع البريطاني "للمنظمة العالمية ضد الصهيونية" بـ"محاكمتها"  باعتبارها تتحمل مسئولية كبيرة عن الفظائع التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة"..!!

ورغم تعدد مذكرات الاعتقال ..وتعدد الملاحقات القضائية لمجرمي الحرب الصهاينة إلا إن مذكرة الاعتقال البريطانية ضد "ليفني" تكتسب أهمية خاصة ؛ إذ جاءت في أعقاب اعتماد  "تقرير جولدستون "‏ الذي قدم  البينات الموثقة على  ارتكاب إسرائيل لكافة أشكال الجرائم الموصوفة في القانون الدولي ؛ وفتح الباب واسعاً أمام ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية والوطنية ( وخاصة الأوروبية)..  وحيث أن القوانين المعمول بها حاليا تسمح بإصدار أوامر بإلقاء القبض على المطلوبين في حال دخولهم البلدان الأوروبية ، فقد حصل عدد  من المحامين في بريطانيا ودول أوروبية على توكيلات من مواطنين فلسطينيين لتقديم دعاوى باسمهم ضد القيادات العسكرية والسياسية "الإسرائيلية" بموجب القوانين البريطانية!!

إذن هناك مؤشرات مهمة لصحوة ضمير عالمية تتجلي في بوادر لتشكل رأي عام عالمي جديد أخذ ينظر لإسرائيل بأنها أكبر تجمع لمجرمي الحرب والإرهابيين ومنتهكي حقوق الإنسان في العالم..وفي بريطانيا هناك تحرك برلماني مهم للدفاع عن القانون البريطاني وقطع الطريق على المحاولات الصهيونية لتعديل وتغيير النصوص في هذا القانون.. وفي بريطانيا أيضاً تم تشكيل   منظمة (الضمير الساطع) الحقوقية التي تضم عدداً من المحامين البريطانيين لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين.!!

السلطة الصهيونية من جانبها إذ تدرك بأنها الخاسر الأكبر في هذه المعركة أخذت تتحسب لمثل هذه الملاحقات منذ قيام "المحكمة الجنائية الدولية" عام 1998  ..ففي أعقاب حربها على "غزة " في عام 2009 - وفي سابقة هي الأولى من نوعها - حظر الجيش "الإسرائيلي" نشر أسماء أو صور كل من شارك في "حرب غزة" وخصوصاً قادة الكتائب.. كما أعلنت حكومة إيهود أولمرت عن اتخاذها إجراءات وقائية لمنع أي ملاحقة قضائية ضد قادتها وجنودها الذين شنوا الحرب على غزة في 22 يوماً ..فمن هذه الإجراءات – على سبيل المثال- تكليف لجان  قانونية ودبلوماسية بإعداد كل الدراسات والاستعدادات الممكنة لمواجهة هذه الملاحقات بكافة الوسائل التي تتوافر للحكومة الإسرائيلية. !!
وفي إطار تلك الإجراءات حذرت "تسيبي ليفني" دول العالم من تداعيات سلبية لأي دعوى جنائية، ترفع على ضباط وساسة إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب على العلاقة مع "إسرائيل".‏ .. فضلاً عن التحذيرات والتهديدات التي صدرت عن نتنياهو ؛ إلى جانب الضغوط "الإسرائيلية" على الحكومات الغربية لتغيير قوانينها التي تتيح محاكمة الجنود والضباط من كل جيوش العالم المتورطين بجرائم مماثلة .. ناهيك عن استنفار منظمات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة لتخويف الكونغرس وإدارة أوباما من إمكانية محاكمة جميع الإدارات الأميركية بارتكاب جرائم حرب بسبب الحروب التي يخوضها الجيش الأميركي في مختلف المناطق ويتسبب من خلالها بقتل آلاف المدنيين الأبرياء.

ذلك غيض من فيض الضغوط والتحركات "الإسرائيلية" المنسقة والمكثفة لتجنب المعركة القضائية ..
ولكن يبدو أن العالم اليوم أمام تحول مهم عنوانه  "لقد ولى زمان الإفلات من العقاب"..

فما هو المطلوب من العرب؟
 لا بد أن نستذكر أولاً بأن جرائم الحروب لا تسقط بالتقادم.. وعليه فإن  كافة المجازر والجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الأمة على مدار أكثر من ستة عقود ، تؤهل المسؤوليين الإسرائيليين للوقوف أمام العدالة الدولية لمحاكمتهم عليها ..  !!
فهل يتحرك العرب لخوض غمار هذه الحرب القضائية التي فتحت من أوسع أبوابها ؟؟  آخذين بالاعتبار أن العدالة كل لايتجزأ.. وأن الضمير الإنساني لا يحمل إستثناءات!!

eidehqanah@yahoo.com


شباب مصر .. نبايعكم

شباب مصر .. نبايعكم
د. عيدة المطلق قناة

قدر لهذا الأمة أن تقاسي عقوداً من الانزواء والارتكاس في الظلمة والتبعية .. ولكن يبدو أن هذه العقود آخذة بالانقضاء .. لقد طفح الكيل بالأمة .. وبدأت زمان غضبها النبيل .. ففي غضون شهر واحد بدأت خيوط الشمس تشرق من مغربنا التونسي لتصل إلى مشرقنا المصري .. وتمددت بسرعة الضوء إلى الشوارع العربية التي أخذت تشهد إرهاصات الحدث التونسي والمصري ... كيف لا .. والوجع واحد وممتد.. والقهر الاقتصادي والاجتماعي والاستغلال الطبقي يكاد يكون واحداً ..

لكل منا نسخته من القمع والاضطهاد.. وكلنا يعاني من الاستئثار بالسلطة والثروة .. وكل أوطاننا شهدت وتشهد تلاعباً بمقدراتها ومقدرات أبنائها .. وكلها تقاس من بطش واستبداد سياسي .. وما يتخللهما من فساد ونهب واستباحة ..
أوطان يتم التعامل معها كما لو أنها "دكاكين بقالة" .. أو بقرة حلوب حين يجف ضرعها تذبح وتؤكل لحماً وعظما.. أو مزارع ورثوها كابراً عن كابر.. فتحولت أوطاننا إلى إقطاعيات  .. تدار بمنهج ينتمي إلى العصر الحجري .. من قبل إدارات  تتحكم بكل التفاصيل .. من الخبز حتى الإعلام والثقافة والتعليم والتشريع .. إدارات تعتقد يقينا بأننا شعوب لا تقرأ .. وإن قرأت لاتفهم .. وإن فهمت لا تتذكر .. إدارات تظن أن الأمة - كل الأمة - مصابة ب" الزهايمر "..

ومن طرائف هذا التعويل السلطوي على فقدان الأمة لذاكراتها ما يبثه الإعلام من منجزات وهمية .. وادعاءات الذكاء والعبقرية والتميز .. وخرافات الاستقرار .. فمن الأخبار التي يمكن أن تدرج في باب المضحك المبكي .. أنه في يوم سقوط "طاغية تونس"  خرجت صحيفة "أخبار اليوم" المصرية لتتحدث عن "أفضل فترات الرخاء في عهد مبارك" .. ظناً منها أن مصرياً واحداً يمكن أن يصدقها .. في حين أن الأرقام التي تصدر عن دوائر حكومية مصرية .. تشير إلى أرقام مفزعة للرخاء المزعوم .. فعلى سبيل المثال ( لا الحصر).. يعترف رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري بأن نسبة البطالة فى مصر تبلغ 51% من  حملة المؤهلات العليا .. وأن هذه النسبة تبلغ 20 % من قوة العمل المصرية .. كذلك الأمر فإن تقارير التنمية البشرية الدولية تشير إلى أن "مصر" تحتل الترتيب  "120" من أصل "151" دولة في التنمية البشرية .. كما أن مصر هي الثانية بين الدول الأكبر في معدلات الفقر (بعد اليمن) .. وأن نسبة المديونية فاقت حد الخطر إذ أن مديونية مصر تساوي 76.9% من الناتج القومي .. .. وغير ذلك من مؤشرات الرخاء التي يعرفها " كل المصريين "

 إن ذاكرة المصريين لتحتشد بسجلات ثلاثين عاماً من الفساد والاستبداد والنهب والفقر والجوع والمرض والتجهيل.. وستبقى تحتفظ بخاتمة عهد رسموه بالبلطجة والفتن الطائفية وتهديدات الحرب الأهلية  .. !!

أما بالنسبة للكرامة العربية والذاكرة الجمعية الثقافية والحضارية للأمة فإن جميع السلط العربية سعت بكل ما أوتيت من قوة إلى مسح كل آثار الكرامة والذات الثقافية والحضارية والإنساني لهذه الأمة .. عبر الإمعان في إذلال الشعوب وإهانتها .. وتسليط اللصوص والفسدة على مقدراتها ..!!

السلط العربية أخذتها العزة بالاثم .. وأعمتها شهوة الثروة .. فاستمرأت التفرد بالقرار .. واستهترت بكل أشكال الحوار .. وانحازت لحوار الهراوات والبساطير .. والقنابل المسيلة للدموع .. حتى وصلت إلى حوار الجمال والخيول والبغال والجنازير .. لتسجل سبقاً وفرادة في هذا المجال !!

سلط ..  لا تحسب حساباً لحقيقة أن الأمم ليست كتلة جامدة بمقدار ما هي سلاسل متصلة من  أجيال تتوالى .. أجيال تبحث عن حقها في وطن حر  .. وحياة كريمة .. أجيال تصنع ثقافتها وذاكرتها الجمعية بعيداً عن أبواق السلط ومؤسساتها.. أجيال تصر على ألا تنسى حصارها بالقمع والاستبداد .. أجيال خرجت على أقانيم الخوف والترويع .. أجيال لا تقبل بتهميشها وجوعها وحرمانها لحساب أبناء النخب الحاكمة .. أجيال تبحث عن فرص عمل في وطنها لا في بلاد الاغتراب والتيه  ..  أجيال فشلت كل السلط في ترويضها .. أو في تشكيل هويتها .. أو صياغة ذاكرتها ومشاعرها .. أجيال ما زالت على قيد كرامة وعزة وشموخ..

أجيال تطلقها "لا " مدوية من "ميدان التحرير" في القاهرة  وكل ميادين التحرير في المدن والشوارع العربية  .. نياية عن الأمة .. !!

فيا أيها الناس ( اللي فوق)  صدقوا ولو لمرة واحدة  :
·       بـأن الذل والخضوع والاستسلام لم يعد قابلاً للتوريث كما المناصب!!
·       وأن شعوب الأمة لم يعد لديها ما تخسره!!
·       وأن أجيال الأمة  كل الأمة - شبت على أطواق السلط وجنازيرها .. ( وبغالها وجمالها.. ) !!
·   وأن ثورة مصر – التي أطلق عليها في أيامها الأولى ثورة الجمال – سيكون لها حتماً ما بعدها .. فهذه الأمة تعيش اليوم زمان الشباب التونسي والمصري الجميل ..فهاهي الشوارع العربية من المحيط إلى الخليج تشهد إرهاصات هذا الزمان !!
·       وأن مارد الأمة حين يخرج من القمقم .. ويكسر جدار الخوف ..  لن يعود إلى القمقم ثانية .. !!
·   وأن الضمير العربي الجمعي اليوم هو في أبهى لحظات استفاقته يستمتع جيداً بالدرسين التونسي و المصري ..

وأخيراً لا بد من أن نعيد التذكير بحقائق تم القفز عنها في حلكة زمان آخذ بالأفول ( والحمد لله) ومنها :
·   أن الأمة العربية، أمة " الله أكبر ولا إله إلا الله " .. مهما انحنت فلن تستمر في الانحناء لأنها لن تخرج على عقيدتها !!
·   وأنها أمة عزة وكرامة .. فرغم ما تعانيه من حالة انكسار وهزائم فهي قادرة على النهوض والتوحد.. وعلى وأد كافة مشاريع الفوضى الخلاقة التي باتت سلاحاً بأيدي المتشبثين بالسلطة !!

هاهي الشرارة قد انطلقت .. فتونس قد عادت لأمتها .. وهاهم شباب مصر "أعادوا الأمة" إلى دفء مصر وأفقها الواسع ..

فيا أيها الثوار..  يا أشرف الناس .. شكراً لكم .. إذ أعلنتم الثورة على أقانيم القزامة والتقزيم .. وانتشلتم تونس ومصر وأمتكم معهما من وهدة الدونية..
شكراً لكم لقد أعدتم لنا وطنا أثيراً عزيزاً .. !!
نبايعكم اليوم .. فتقدموا المسيرة وليحفظم الله !!

eidehqanah@yahoo.com