تجمع أردنيات من أجل الإصلاح
السبت 24/3/2012
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحباً بكم ..
تحية الكرامة والانتصار .. وطوبى لشهدائنا شهداء جيشنا العربي المصطفوي الذين صنعوا لنا كرامة نزهو بها .. وطوبى لشهداء الأمة وأحرارها وحرائرها الذين صنعوا لنا ربيعاً نتنسم فيه الحرية والكرامة من جديد !!
واليوم وفي غمرة احتفالات الأردنيين بيوم الكرامة المجيدة ..واحتفال العالم بيوم المرأة ويوم الأم .. تحضر المرأة في قلب المشهد بقوة .. ويحضر معها المشترك من الهم والغرم في الساحة العربية .. فما تتعرض لها شقيقاتنا العربيات في غير مكان يستحق التوقف ..
فقبل أن نلج إلى الربيع العربي نتوقف عند مفردات الحياة اليومية لشقيقتنا الفلسطينية .. فنجدها تراوح بين القتل والتعذيب والاعتقال .. وغياب الزوج والأبناء .. أو تغييبهم قسريا.. وهدم البيوت و مصادرتها والممتلكات .. وقطع الأرزاق وقطع الأشجار.. نهب المياه والموارد.. تقطيع أوصال الناس ومنع تواصلهم .. أما معاناة الانتقال عبر الحواجر والجدر العازلة فحدث ولا حرج.. ناهيك عن شظف العيش والفقد والانتظار .. وتقف على قمة هذا الهرم من العذابات معاناة شقيقاتنا الأسيرات وفي ذروة هذه الهرم اليوم تقف المجاهدة "هناء الشلبي".. !!
أيها الحفل الكريم:
في هذا الربيع العربي .. تقدمت المرأة صفوف الثائرين تنشد الحرية والكرامة للوطن والمواطن.. وتدفع بحركة التغيير بقوة نوعية وتعيد تشكيل المشهد بالتفاصيل التي تمهر بها النساء .. فانتزعت اعتراف العالم بالمرأة العربية والمسلمة وانتزعت احترامه بل واستحقت التكريم عبر شقيقتنا اليمنية توكل كرمان !!
ولكن الربيع العربي ذاته - رغم بهائه - اصطبع بالإحمر القاني في كل الساحات .. على أن الدماء في الساحتين الليبية والسورية كانت أنهاراً جرفت وستجرف أنظمة الاستبداد والطغيان .. وإذ حطت الثورة الليبية رحالها لينصرف الليبيون والليبيات لإقامة دولة العدل والمواطنة.. فإن الثورة السورية ما تزال تواجه استعصاءات خطيرة ودامية.. وتسجل أعلى مستويات القمع والقتل والتنكيل والإبادة الجماعية .. وكل مفردات الجرائم الموصوفة ضد الإنسانية.. فقد رصدت منظمة العفو الدولية ( أمنستي انترناشنال) حتى تاريخ (واحد وثلاثين) شكلا من أشكال التعذيب نالت من الجميع من الأطفال الرضع وحتى الشيوخ الركع... وكان لشقيقتنا السورية نصيب مضاعف .. اعتقالاً واختطافاً وتنكيلاً وقتلاً وتعذيباً وتقطيع الأوصال أما الاغتصاب فحدث ولا حرج ( فحسبنا الله ونعم الوكيل) !!
ومع كل هذه العذابات ظلت المرأة الفلسطينية والسورية تقدم في كل يوم نماذج فريدة في البطولة والشجاعة والإقدام .. وقدرة فائقة على التضحية .. فضلاً عن التفوق والإبداع والتميز .. نماذج تمحو كل آثار العدوان على صورة المرأة العربية التي أعملت فيها الأيادي الخبيثة مسخا وتشويهاً وتحريفاً!!
لقد خرجت المرأة العربية على شرط المرأة في أزمنة الهزيمة والانكسار .. فكانت تلك الصورة الباهية للمرأة الثائرة العابرة للطبقات والمهن .. وأمام هذا المشهد النسوي العربي تغيب الكلمات وتتصاغر وما هي في الأصل إلا من باب أضعف الإيمان .. وبهذه المناسبة نقول عذراً .. وننحني إكباراً واعتزازاً.. للمجاهدات في سجون الاحتلال .. والمرابطات في مدينة القدس وعلى مصاطب الأقصى .. وللثائرات في كل الساحات .. إذ يزرعن الأمل في غابة اليأس ..ويكتبن بنجيع الدم الطاهر تاريخاً مشرفاً للأمة والإنسانية.. إشراقات لا يسعنا أمامها إلا أن نردد قول الحق جل وعلا [ وبشر الصابرين ].. !!
وأما على الصعيد الوطني الأردني فإننا في تجمع ( أردنيات من أجل الإصلاح ) نتوقف لمراجعة مسيرتنا الوطنية الإصلاحية .. فنرى أن مشوارنا ما يزال طويلا ً.. ومسيرتنا ما تزال تعاني من إشكاليات عديدة نشير إلى بعضها لضيق المجال عن التفاصيل :
أولاً: في مكافحة الفساد
· مازال الإنجاز على هذه الجبهة متواضعاً جداً بل ويستثير المخاوف والتساؤلات ..فهل نحن جادون في ملاحقة كل من تدور حولهم الشبهات في مجال استثمار السلطة أو الإخلال بواجبات الوظيفة أو الاعتداء على المال العام ؟ أم نمضي في غينا القديم نحرف مسار العدالة تارة بقوى الشد العكسي؛ وبالاصطفافات العشائرية تارة أخرى؟
ثانياً : في الإصلاح الديمقراطي :
· بحت الأصوات المطالبة بالديمقراطية والحرية .. ولكن الممارسات ما تزال بعيدة عن تحقيق العدل والمساواة .. وعن التزام شروط الديمقراطية في ضرورة "تلازم السلطة بالمسؤولية" .. وإعمال الرقابة والمحاسبة والمساءلة والشفافية والنزاهة !!...
ثالثاً : في أداء المؤسسات والسلطات يتساءل الأردنيون وبمرارة :
· لماذا يتناقض النواب مع مشاعر الناس الذين يدعون تمثيلهم؟ أم أنهم جزء من معادلة المصالح المتبادلة .. ؟
· لماذا تتضاعف مديونيتنا ويرتفع عجز موازناتنا عاماً بعد عام؟ ولماذا نزداد فقرا؟ و لماذا لا يحاسب السارقون في وطننا ؟ ولماذا باعوا كل مؤسسات هذا الوطن؟ ألكي نظل تحت رحمة المكرمات ؟
· هل قدر الأردنيين أن يعيشوا إلى أبد الآبدين في التقشف وشد الأحزمة وتسديد فواتير لم يشتروا بضاعتها ؟
· ولماذ يختزل وطننا بأشخاص وعائلات ؟ أم أصابنا العقم العام ؟
رابعاً : في الخيارات الأمنية
· بعد اقتحام خيمة أحرار الطفيلة هل سيعود القمع سيرته الأولى ؟ قكيف سيأمن الإصلاحيون سيف السلطة ؟ ولماذا تترك الأجهزة مجموعات البلطجة تعتدي على المتظاهرين باليد واللسان والقنوة والحجر؟
· و في ظل تحصين الفساد ومنع الاقتراب من الفاسدين بالقوة هل سنظل نصدق وعود الإصلاح ؟
نكتفي بهذه الإشكاليات كأمثلة على أن الإصلاح لم يغادر الوعود والتسويف والكلام المنمق تارة .. والتلويح بالعصا تارة أخرى !!
إن الديمقراطية ليست مجرد آلية لاختيار الحكام بل هي منظومة من المبادئ والقيم والممارسات إما أن تؤخذ كلها أو تترك جلها ولا ينفع معها مقولة ( ما لا يدرك كله .. لا يترك جله ) ..
وعليه إننا في أردنيات من أجل الإصلاح إذ نقيم هذه الاحتفالية فإنما لنؤكد إصرارنا – مع كافة حراكات شعبنا الأردني.. على الإصلاح الناجز الذي يبدأ بالإصلاح الدستوري الكامل .. وتوفير الضمانات الكافية لإقامة دولة المواطنة على قواعد العدل والمساواة واحترام كرامة الأردنيين كل الأردنيين !!
كما نؤكد إيماننا بأن حقوق المرأة وكرامتها هي جزء من كرامة الوطن وحقوقه .. ولا يمكن أن تنال المراة حقوقها إلا حين ينال الأردنيون حقوقهم ويستعيدون سلطاتهم الدستورية كاملة غير منقوصة .. عبر عملية الإصلاح المتكامل التي باتت مفرداتها نشيداً يردده الأطفال !!
فلماذا المرواغة؟؟ .. وهل سيظل الإصلاح في بلدنا أكثر شيء جدلاً؟؟
فإلى كل المشككين بجدية الشعب الأردني .. وإلى كل من يعولون على صبر الأردنيين .. نقول "حاذروا غضبة الحليم !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق