الجمعة، 30 ديسمبر 2011
الأربعاء، 28 ديسمبر 2011
تجمع أردنيات من أجل الإصلاح يعقد مؤتمره الأول بعنوان : [ المرأة الأردنية : عزيمة في الإصلاح وحرب على الفساد]
برعاية دولة الأستاذ أحمد عبيدات ( رئيس الجبهة الوطنية للإصلاح ) ينظم "تجمع أردنيات من أجل الإصلاح" مؤتمره الأول بعنوان
"المرأة الأردنية : عزيمة في الإصلاح .. وحرب على الفساد"
وذلك يومي السبت والأحد الموافقين 7-8/1 / 2012
( في قاعة الرشيد / مجمع النقابات المهنية / عمان )
الفكرة
يتناول المؤتمر قضايا الفساد والإصلاح ودور المرأة في مشروع الإصلاح ومكافحة الفساد
الأهــداف
· التعرف على حجم واتجاهات إشكالية الفساد في الأردن
· التعرف على استراتيجيات مكافحة الفساد
· الإضاءة على اتجاهات الإصلاح السياسي المنشود : الدولة المدنية ، الحكم الرشيد، ودولة المواطنة والنزاهة والشفافية.
· آليات ومجالات إدماج المرأة في مشروع الإصلاح ( كناشطة ومستفيدة )
محاور المؤتمر
المحور الأول: آفة الفساد : أنواعه ، مجالاته ، وأشكاله
المحور الثالث: الحكم الرشيد والدولة المدنية والمواطنة
المحور الرابع : المرأة في مشروع الإصلاح – حلقة نقاشية
مقدمو الأوراق :
1. أ.د. راتب الجنيدي
2. م. عزام الهنيدي
3. د. ارحيل غرايبة
4. د. جواد الحمد
5. د. نبيل الكوفحي
6. أ.باسل سكجها
7. أ. باسل برقان
8. أ. جمانة غنيمات
9. د. حياة مسيمي
10. أ. سخاء المجالي
الأربعاء، 21 ديسمبر 2011
الإصلاح في الأردن .. التحدي والاستجابة
الإصلاح في الأردن .. التحدي والاستجابة
د. عيدة المطلق قناة
يتساءل البعض " أين نحن في الأردن من الربيع العربي؟".. فمنذ مطلع هذا الربيع والأردنيون في حراك متواصل .. تحت شعارات "عبقرية" تختصر مطالبهم يطلقونها على أيام الجمعة الاحتجاجية من أمثلتها : (جمعة : الحشد .. الوفاء للوطن والسيادة الوطنية .. الشعب مصدر السلطات .. الإصرار على الإصلاح ..الإرادة .. العشائر.. الموت ولا المذلة .. طفح الكيل .. العار .. استرداد المال العام والقطاع العام .. لن تخدعونا .. لم تفهمونا.. الإنقاذ .. كفى مماطلة ..وإلى ما هنالك من عناوين.. لمطالب ممكنة التحقيق لو توفرت الإرادة والعزيمة ..
وتحت ضغط هذا الحراك المتواصل بدأت بعض الإصلاحات تأخذ طريقها إلى التحقق .. ويلوح في الأفق فرصة لإنجاز مشروع إصلاحي جذري .. فما صدر عن الملك ورئيس الحكومة من تصريحات وتطمينات يشير إلى هذه الاحتمالية .. فقد أكد "الملك" في أكثر من مناسبة التزامه وحرصه على تكريس "الركن النيابي للنظام" ..وبين – أمام مجلس الأمة – بأن "الهدف النهائي من عملية الإصلاح السياسي هو الوصول للحكومات النيابية".. كما حدد أولويات المرحلة المقبلة بأنها تتمثل في : " التأسيس لتطوير العمل السياسي نتيجة التعديلات الدستورية من خلال إنجاز قوانين الانتخاب والأحزاب والهيئة المستقلة للانتخابات والمحكمة الدستورية، إضافة لما تم إنجازه من قوانين الاجتماعات العامة ونقابة المعلمين والتشريعات المنظمة للإعلام" .. كما طمأن الأردنيين بأن "هذه البنية التشريعية ليست نهائية وإنما هي خطوة ضرورية وكفيلة بتأمين التطور الديمقراطي الإيجابي".. فضلاً عن توجيه الحكومة بضرورة "توفير البيئة الآمنة والمناسبة للتفاعل الديمقراطي، وضمان حرية التعبير المسئول عن الرأي"... كما شدد على " ضرورة تجاوز الأخطاء، وترسيخ أسلوب حضاري في التعامل مع أي شكل من أشكال التعبير والاحتجاج السلمي، ومنها المسيرات السلمية" ..!!
من جانب آخر فإن رئيس الحكومة " عون الخصاونة " أطلق جملة من التصريحات المطمئنة منها : " أن الإصلاح والتغيير والنزاهة والإنصاف والعدل هي عناوين تحرك حكومته ، وأن الدول ينبغي أن تبنى على هذا الأساس.. وأن مهمته ستكون التأسيس للوضع الدستوري الجديد في البلاد بحيث تحكم وزارة باسم الأغلبية البرلمانية.. وأن مفتاح الديمقراطية يكمن في عدم تزوير الانتخابات .. وأنه سيعمل على اجتثاث الفساد ومعالجة مشكلتي الفقر والبطالة... وأن احترام الناس واجب وأي حكم لا يستقيم بالقمع وإنما بالحوار.. وعليه فإن إزالة الاحتقان في الشارع من أهم واجبات حكومته.." !!
ولكن – وحتى تاريخه – فإن هذه التأكيدات والالتزامات والتطمينات لم تتجسد بعد في سياسات وإجراءات تنفيذية .. فما تحقق من إصلاحات – رغم أهميتها - ليست كافية .. وما زال ملف الإصلاح مثقلاً بعشرات التحديات لعل منها :
· تحدي الانفراد والهيمنة والحكم المطلق مقابل الحكم الرشيد القائم على المواطنة والعدالة والتعددية والمشاركة وتداول السلطة!!
· تحدي الذهنية العرفية الإقصائية الاستحواذية التي تعكس نفسها في تدوير المناصب بين نخب محددة بعضها إشكالي وخلافي .. وبعضها استحواذي وإقصائي .. وبعضها لا يقبل الآخر ..
· تحدي مؤسسة الفساد بما استحوذت عليه من نفوذ ومقدرات وأموال وسلطة فانتهكت سيادة الوطن والأمة .. وهي اليوم تقاوم - بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ - أي إصلاح وأي تطوير للحياة السياسية وتحول دون الانتقال من نظام التفرد ومقايضة الولاء بالخدمات إلى نظام يستند إلى الجدارة !!
· تحدي التغول الأمني على الحياة السياسية الأردنية والسلطات الدستورية الثلاث .. فضلا عما تمارسه السلطات الأمنية من الضغط والترهيب حتى وصل الأمر إلى التهديد بفصل أقارب الناشطين من عملهم لوأد الحراك السلمي بدلاً من الحلول التشريعية والسياسية لتحقيق الإصلاح .. كما أخذ "الحل الأمني" يطل برأسه بين حين وآخر عبر أعمال العنف والتخريب والبلطجة !!
· تحدي الاقتصاد والتنمية أمام الفقر والبطالة والمديونية والخصخصة وبيع الأصول واملاءات المؤسسات الدائنة !!
· التحدي التشريعي المتمثل بحزمة الدستور والتشريعات التي تنتقص من منظومة الحقوق والحريات العامة والخاصة !!
أمام هذه التحديات برزت عقبة تتمثل بنهج الحكم الذي لم يغادر نهج "إدارة المزرعة" .. فطريقة تشكيل الحكومات ..وإدارة ملف الإصلاح والمحاولات المستمرة لتحصين الفساد .. والتعدي على الحريات والحقوق.. والتدخل بالتعيينات والبعثات وتقديم الرشاوى.. كلها ممارسات تشير إلى نزعة "استغفال الشعب واستصغار شأنه" !!
هذه التحديات تنعكس في حالة من التباطؤ والمماطلة .. تطرح مسألة جدية النظام بالإصلاح .. وتستثير جملة من التساؤلات .. :
· فإن صدقت النوايا والوعود لماذا لم يتحقق الإصلاح المطلوب حتى تاريخه ؟ فمثلاً هل يستحيل أن تستعيد أي حكومة ولايتها وسلطتها الدستورية ؟
· وهل سيحكم الأردنيون إلى أبد الآبدين بحكومات "غير سياسية" .. أقرب ما تكون إلى حكومات "تسيير أعمال".. ترضى من الغنيمة بالإياب .. وكفى المؤمنين شر القتال ؟
· أليس من الضروري إطلاق حملة واسعة النطاق وعلى جميع المستويات لمكافحة الفساد حتى اجتثاثه .. وإلى متى السكوت على سرقة مقدرات الوطن .. ومتى سترفع الحماية عن الفاسدين ؟ ..
أم أن المطلوب من الأردنيين التعايش السلمي مع مؤسسة الفساد باعتبارها مؤسسة استوطنت الجسد والكيان الأردني ..وتركت تتحرك بلا حسيب أو رقيب ..دون أن تسمع "لا" أو "كفى" ؟؟
· هل ستستمر ظاهرة البلطجة بممارساتها الاستفزازية المرفوضة .. بالدفع بالمجتمع إلى حافة الهاوية ؟؟
· وماذا بعد ؟ أليس من المعيب السكوت على هذه الظواهر المشينة في المجتمع الأردني؟.. ألا تدمر نسيجنا الاجتماعي ؟ ألم تقوض هيبة الدولة ؟ ألم تبدد منجزات الإصلاح؟ ألم تخلف أوضاعاً عامة خطيرة مرشحة للانفجار في غير مكان ؟
إن الأردنيين اليوم مصدومون من تحول البلطجة إلى ظاهرة - لها ممثليها في مجلس النواب - .
الأردنيون لن يهدأ لهم بال ولن يطمئنوا إلى مستقبل أبنائهم ما لم تتم محاصرة هذه الظاهرة ومعرفة من يقف وراءها ومن يمولها ومن يجند لها ومن يحميها ؟
وأما عن الفساد فإن الأردنيين لا يملكون ترف التسامح مع من نهب المال العام .. وهم مصممون على ملاحقة الفاسدين والمفسدين واسترداد كل ما نهبوه من أموال منقولة وغير منقولة ؟؟
لقد نفذ الصبر الأردني الجميل ..أو يكاد .. وعلى أصحاب الرهانات الخاسرة أن يتحسبوا جيداً لغضبة الحليم !!
وأما بالنسبة للحكومة - بما بدر عنها من انفتاح مطمئن – هي اليوم أمام خيار واضح : إما أن تقود عملية إصلاح جدّي، وإما أن تراقب تلك العملية تصنع في الشارع ( وما أدراك ما الشارع إذ يصنع الإصلاح ؟؟)
eidehqanah@yahoo.com
الاثنين، 12 ديسمبر 2011
الإسلاميون والحكم.. المخاوف والتحديات
الإسلاميون والحكم.. المخاوف والتحديات
د. عيدة المطلق قناة
عاشت الأمة عقوداً مظلمة في ظل أنظمة مستبدة احتكرت السلطة باعتبارها حقاً إلهياً مطلقاً.. عاثت في البلاد والعباد فساداً .. وأحاطت نفسها بنخب – على شاكلتها – من حملة المباخر والمسبحين بحمدها آناء الليل وأطراف النهار.. نخب تربت على حب الذات والأنانية وعدم الاهتمام بالأخر.. أوكلت إدارة البلاد لحكومات فاشلة .. وبرلمانات مغيبة أو مزورة .. أوصلت البلاد إلى تصحر شامل فتك في كل مكونات الأوطان الإدارية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى الأخلاقية والإنسانية .. فتراجع التعليم والصحة والإعلام والتنمية البشرية وحتى الأمن الإنساني .. وانتهكت حقوق الإنسان .. واتسعت نطاقات الفقر والبطالة .. حتى ازدحم تاريخنا المعاصر بصفحات الفساد والقمع والاختفاء والتعذيب والمحاكم العسكرية وحين أترعت الكؤوس وفقدت الشعوب كل الخيارات.. ويئست من إصلاح الأنظمة، كانت الثورة الزلزاليةً .. التي أنجزت حتى تاريخه إسقاط أربعة أنظمة ديكتاتورية وخامسها بالانتظار .. وتتوالى ارتداداتها عبر الجغرافيا العربية من الماء إلى الماء ومن الصحراء إلى الصحراء عبر ثورات وحراكات قيد الانفجار في غير قطر .. ثورات نقلت المنطقة إلى مرحلة جديدة من التاريخ .. وبدأت تؤسس لواقع جديد على المستويين الإقليمي والدولي بعيداً عن الهيمنة الدولية بكل مستوياتها..
وفي سياق هذه المعركة الوجودية التي تخوضها شعوب الأمة .. بدأت المنجزات تتوالى فكان أولها "استرداد الشعوب لسلطاتها" .. هناك - عبر جغرافيا هذا الحراك الثوري - دساتير جرى ويجري تعديلها / أو تغييرها.. وهناك استفتاءات شعبية جرت وسوف تجري ..
وحيث اطمأنت الشعوب إلى شروط النزاهة والحرية والشفافية والأمان عبر تمارين الاستفتاءات.. وغيرها من الضمانات .. أقبلت هذه الشعوب - ولأول مرة في تاريخها - دون ضغط أو ترهيب - على الانتخابات التشريعية ..فكان هذا المشهد العربي التاريخي المشرف الذي أذهل العالم ..
وبدأت رسائل الشعوب التي أرسلتها عبر صناديق الاقتراع تصل إلى "كل من يهمه الأمر" في الداخل والخارج.. رسائل مفادها "أن شعوب هذه الأمة تريد استرداد سلطتها.. وتريد أن تصنع التغيير الحقيقي بنفسها ووفق بوصلتها"..
رسائل شرفت الثوار .. ولكنها أزعجت الكثيرين في الداخل والخارج .. فأخذوا بقرع أجراس التحذير والتخويف وإطلاق فزاعات بالية - تعود لزمان بائس ولى وإلى غير رجعة - بحول الله- .. وكل هذه الضجة إنما تهدف بالدرجة الأولى إلى إشغال القوى الصاعدة وفي مقدمتها "الإسلاميين" في الدفاع عن أنفسهم.... ريثما يتم تبريد هذه الثورات واحتوائها ومن ثم إجهاضها ... والحيلولة دون تحقيق أهدافها ..
وتتلخص أكثر المخاوف تداولاً في بورصة التشكيك في أن :
· ديمقراطية الإسلاميين هي ديمقراطية المرة الواحدة .. والتشكيك بصدقية الإسلاميين بقول الآخر وتداول السلطة ..
· الإسلاميون سيقيمون الدولة الدينية / الثيوقراطية التي تحتكر الصواب.. مما يعني إقصاء الأقليات الدينية وخاصة المسيحيين ( في كل من مصر وسورية ولبنان ) .. وإقصاء القوى العلمانية والسياسية من قومية ويسارية .. وبالتالي الوقوع في الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
· الإسلاميون ليس لديهم الخبرة الكافية في الحكم .. وبالتالي المراهنة على إخفاقهم في تجربة الحكم !!
· الإسلاميون سينقلبون على ما يسمونه "مكتسبات الحداثة" وفي مقدمتها ( حرية المرأة وحقوقها)
· أما القوى الخارجية فأكبر مخاوفها تتلخص في الخوف على مستقبل إسرائيل والاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتها الأنظمة برعاية أمريكية وغربية .. وترفضها الشعوب وما فتئت تقاومها منذ توقيعها حتى إلغائها !!
هذه المخاوف أخذت تفرض تحديات أمام القوى الصاعدة لعل منها :
· تحدي قوى الثورة المضادة وفلول الأنظمة الاستبدادية التي تسعى لاسترداد كرامتها ودورها وإعادة إنتاج العجلة !!
· تحدي الأزمة العالمية والتنمية المستقلة .. وبالتالي التحدي في تحويل شعارات الثورة في الحرية والكرامة والنماء إلى برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي متكامل !!
· تحدي الأمن الوطني والإقليمي والدولي في إطار الأمن القومي العربي .. وبالتالي تحدي إدارة العلاقات الدولية والإقليمية .. دون أن تتعارض أو تتناقض هذه العلاقات استراتيجياً مع مصالح الأمة ومشروعها الحضاري !!
· تحدي مواجهة العداء السافر حينا والمبطن حيناً آخر مع الغرب والصهيونية !!
· تحدي الهوية
هذه المخاوف والتحديات كانت موضوع بحث معمق في ندوة "الإسلاميون والحكم" التي عقدها مركز دراسات الشرق الأوسط يومي (السبت والأحد 19-20/11/2011) .. والتي تناولت مجمل هذه القضايا .. وقدمت فيها دراسات معمقة .. وشهدت حواراً جاداً وهادفاً وعلمياً ومسئولا من قبل الجميع وبين الجميع .. كما شهدت خطابا رصيناً متميزاً أكد على القبول بالآخر - الداخلي والخارجي - وعلى التعايش والتعاون مع القوى والحركات الأخرى عبر مشروع حضاري ونهضوي يؤكد على ثوابت الأمة الوطنية والقومية والحضارية .. وينفتح على كل القوى والمكونات المجتمعية .. ويؤكد على دور هذه المكونات في بناء نهضة الأمة في إطار التنمية الشاملة المستقلة.. خطاب يقبل بالتعددية .. والعمل في إطار الشرعية .. والوصول إلى السلطة .. وتداولها عبر آليات الديمقراطية وصناديق الاقتراع .. والعودة الدورية المنتظمة إلى الشعب ليكون فيصلاً بين الفرقاء.. والقبول بنتائج الانتخابات مهما كانت وبمن جاءت..
خطاب يتعاطى مع الحداثة ويتفاعل معها .. منفتح على كل الأفكار والمنجزات الحضارية والإنسانية .. خطاب يعلن بأن الدولة الدينية / الثوقراطية - حسب المنظور الغربي- "لا وجود لها في الإسلام".. فالدولة المدنية في المنظور الإسلامي هي التي "لا قداسة فيها لحاكم" .. بل إن "الشعب مصدر السلطات".. وأن "حرية الرأي هي جزء من الشورى الملزمة" ..
خطاب يحترم كرامة المرأة وحقها ودورها في المشاركة السياسية والحياة العامة في جميع أبعادها ومؤسساتها .. بل يحث المرأة على العمل والإنتاج..
خطاب يؤكد على العلاقة بين السلطة والشريعة والحرية .. فالله خلق الناس أحراراً .. والسلطة جاءت لخدمة الحرية وحمايتها .. ودولة المواطنة التي تحترم حقوق الأقليات – والتي أرسى قواعدها الرسول الكريم في وثيقة المدينة - ..
منتدو ندوة "الإسلاميون والحكم" - ومن موقع الناصح الأمين - أوصوا بعدم التقوقع على الذات .. والحذر من الاحتواء الأمريكي .. و تجنب المحاصصات البائسة.. والاهتمام بالتنمية وبناء دولة حقيقية !!
بقي أن أشير إلى موقف رائع بدر من الدكتور خالد السفياني حين سارع إلى التحذير من المبالغة في التطمينات بالقول "لماذا تطمئنون الآخر وقد اختاركم الشعب .. ؟؟ فالطمأنة يقوم بها المجرم وليس المنتخب " .. !!
نعم إن الثورات العربية أفرزت واقعاً جديداً.. وما على الآخرين إلا احترام هذه الأمة كما هي .. وكما تريد أن تكون .. فالأمة ما بعد "تونس" ليست كما كانت قبلها!!
eidehqanah@yahoo.com
المرأة في الربيع العربي .. إلى أين ؟
المرأة في الربيع العربي .. إلى أين ؟
د. عيدة المطلق قناة
بالانتفاضة العربية الكبرى كان للمرأة العربية دوراً متقدماً ومؤثراً وواضحاً ..مما أدى إلى اهتزاز الكثير من التابوهات النمطية .. وأولها تلك التابوهات المتعلقة بوضع المرأة وأدوارها ..
ففي تونس ألهمت "والدة محمد البوعزيزي" شباب تونس" ( ذكوراً وإناثاً ) عبر النموذج الذي ضربته في الصمود أمام الطاغية .. ورفضها المساومة على حق ولدها .. – الذي هو في حقيقته حق للتونسيين بعامة - وحق للمظلومين والمسحوقين بالظلم والتهميش .. والقهر والاستبداد..
وحين توالى الانفجار الثوري على مدى الساحة العربية من المحيط إلى المحيط .. بدأ العالم ولأول مرة - بعد تاريخ طويل من الاستخفاف والاحتقار لهذه الأمة – بالتعرف على الوجه الحقيقي لهذه الأمة بعامة والوجه الحقيقي للمرأة بخاصة .. لأول مرة انزاحت الصورة التي عمل الإعلام والتعليم والخطاب السياسي والفكري على تشكيلها لهذه الأمة .. أما بالنسبة للمرأة فقد جرى قولبتها في ثلاثة قوالب محددة تراوح ما بين : ذوات الخدور وحريم السلاطين تجللهن السطحية والتفاهة من جهة .. يقابلهن في الطرف الآخر نساء مسحوقات بالفقر والتهميش تجللهن الدونية والجهل والذلة.. وما بينهما نساء - أرادوا لصورتهن أن تكون الأكثر وضوحاً والأعلى ضجيجا – هن ضحايا "قتل الشرف" والعنف الذكوري ..
هذه القوالب التي وضعوها لنساء هذه الأمة بمقدار ما شوهت صورة المرأة وأساءت لها فقد كانت أكثر نجاحاً في تشويه صورة الثقافة والدين والرجل بعامة.. ً
وعليه فإن الانتفاضة العربية الكبرى - بما كشفته من حقائق ظلت مستورة إلى يومنا هذا - لم تكن مفاجأة للأنظمة الاستبدادية المتكلسة فحسب .. بل كانت مفاجأة - من العيار الثقيل- للعالم بأسره .. وفي غمرة الذهول وتدوير المجهر على التفاصيل رأى العالم بالعين المجردة ذلك الحضور الصارخ للنساء في صدارة المشهد وفي قلبه .. !! رأى نساء من كل الطبقات الاجتماعية ومن كل التيارات الفكرية .. يتصدرن المسيرة الثورية ويصنعن الحدث المذهل .. ويعبرن بكل اللغات - بما فيها لغة الصم - وبطلاقة وجرأة ومباشرة عجز الساسة التقليديون عن مثلها .. يحددن أهداف الثورة.. ويؤكدن على إرادة الحرية والكرامة والتغيير .. وعلى العزم على الاستمرار حتى تحقيق كامل أهداف الثورة.. والمشاركة الكاملة في صناعة التحول التاريخي الكبير للأمة والمنطقة !!
وفي هذا السياق لا بد من التذكير بأن ما قدمته المرأة العربية من تضحيات - في جميع ساحات الثورة والتغيير العربية- لم يعد خافياً على أحد بل يشهد به العالم ومنظماته وما صدر عنها من وثائق وإحصائيات .. ولكن.. إذا كان من الطبيعي القبول بما نال وينال المرأة الثورية نصيبها من صنوف التعذيب والقمع والقتل والإصابات .. إلا أن ما لا يمكن القبول به أن تكون المرأة أبرز ضحايا "سلاح الاغتصاب" - الفردي والجماعي- .. فالأنظمة الاستبدادية - الساقطة أو تلك الآيلة إلى السقوط - التي اغتصبت السلطة واغتصبت الأوطان .. حين أخذت تفقد وزنها وسلطتها استدارت نحو أصل الحياة – نحو المرأة – لتدنيسها كما دنست الأوطان والتاريخ والهوية .. فشهد العالم ..ووثقت منظماته الإنسانية – لآلاف الضحايا لهذا السلاح التدميري .. في العراق وليبيا ، وهو اليوم السلاح الأشد فتكاً في الساحة السورية ..!!..
نكتفي بهذه الإشارة لنتساءل .. وماذا بعد ؟؟
لقد نجحت حتى تاريخه ثلاث أو أربع ثورات في إنجاز المرحلة الأولى .. وقبل أن تستوي السفينة على جوديها .. بدأت المرحلة الأصعب ألا وهي مرحلة الجهاد الأكبر المتمثلة في إعادة بناء الدولة من جديد .. وبناء مؤسساتها .. وإطلاق المشروع النهضوي الشامل.. عند هذا المفصل عادت المخاوف لتطل برأسها من كل حدب وصوب .. ولعل أخطرها تلك المخاوف من إعادة عجلة التقدم إلى الوراء ..من خلال السعي بمختلف السبل لإعادة النساء إلى مواقع التهميش مرة أخرى .. وإبعادهن عن المشاركة الجدية في "المشروع النهضوي للأمة "..
إن هذا التخوف لم يعد افتراضياً أو جدلياً .. بل إنه تخوف حقيقي وجدي ومنذر بالخطر.. وبالتالي يجب ألا يترك ليأخذ السفينة إلى مرافئ بعيدة عن أهدافها .. بل ينبغي أن تؤرق كل المخلصين وكل الفاعلين في هذه المرحلة ..
لقد كانت المرأة في الخطوط الأمامية .. وكانت ركناً أساسيا من أركان الانتصار .. وعليه ينبغي أن تبقى في تلك المواقع وآلا يصار إلى دحرها للمواقع الخلفية أو في أحسن الأحوال إلى المواقع الهامشية .. وبالتالي الانتقاص مرة أخرى من حريتها وكرامتها .. المنطقة تشهد إعادة تشكيل وعلى أسس جديدة وبالتالي لا بد أن تكون المرأة في كافة تفاصيل هذا التشكيل .. وبغير ذلك فكل احتمالات الفشل والارتكاس تبقى مفتوحة ..
إن الثورة – وبالتالي التغيير - ليست موقفاً ظرفياً محدداً في المكان والزمان والإنسان .. بل إنها عملية متواصلة عابرة للزمان والمكان والإنسان ..
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)