أردنيات من أجل الإصلاح
د. عيدة المطلق قناة
يمضي الوقت .. وحالنا لا يسر .. تحت وطأة استعصاء سياسي وإصلاحي .. واقتصاد يترنح .. وتدهور مالي .. ومديونية باهظة .. وفساد بنيوي.. ونهب منظم .. يقابله بطء وتباطؤ في الإنجاز.. تتوالى حكومات التفرد والإقصاء.. والمحاصصة والتوريث والتدوير بين الأزلام والمحاسيب .. والأنسباء والأصهار.. مع إصرار على تهميش الأحزاب وقوى المجتمع المدني .. وصرنا أمام حكومات سريعة الذوبان ما أن تأتي حتى ترحل وتترك الإصلاح عالقاً أمام باب مسدود.. فيتراكم الاحتقان .. وتتسع فجوة الثقة .. وتتضخم الملفات.. وتتوالى الأزمات .. فغضب الناس ورفعوا الصوت .. ومع الإهمال والتجاهل.. تعمق الشرخ .. وارتفعت السقوف !! حتى بحت الأصوات وجفت الأقلام ..
إننا في "تجمع أردنيات من أجل الإصلاح" .. لنؤكد بأننا مع شعبنا في هذه المسيرة الإصلاحية المباركة .. لقد مللنا من وعود إصلاح لا تتحقق .. كما مللنا من مجالس نواب تتشكل وتعمل ومن ثم تصرف دون أن ندري كيف تشكلت ، ولمن تعمل .. ولماذا تصرف .. !!
· ونؤكد بأن الشعوب لا تجمع على باطل ..وأننا كأردنيين قد بلغنا من الرشد عتياً ..وأننا شعب حر سيد .. وبالتالي فإننا " نحن الشعب الأردني مصدر الشرعية "
· كما نؤكد بأننا نعرف حقنا الدستوري في التظاهر والاحتجاج والاجتماع والتعبير بمختلف وسائل التعبير.. ونعرف بأن كل تحرش أو منع أو اعتداء هو خرق للدستور يقتضي المحاسبة والعقاب .. ونقول لكل العابثين.. إننا نرفض سياسة الإفلات من العقاب .. ونرفض القمع المنظم المنهجي والمتكرر .. فكفاكم عبثاً بنسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية.. و كفاكم إيذاء لأبنائنا ..!!
إننا نريد
· أن نبني وطناً تسوده الحرية والأمن والاستقرار.. وتتحقق فيه الكرامة والمواطنة والمساواة والعدالة لكل أبنائه !! وهذا يقتضي إصلاحاً حقيقياً جذرياً يصنع على أعيننا .. ويستنبت في تربتنا ليستعيد لنا الوطن والأبناء والحقوق والمواطنة والكرامة والسلطة..
· نريد دستوراً خالياً من أي نص يشرعن الاستبداد والحكم المطلق، ويؤكد تلازم السلطة بالمسؤولية .. ويؤكد الحقوق والواجبات والفصل بين السلطات واستقلالية القضاء ووحدته ..
· نريد احتكاماً دورياً منظماً إلى صناديق الاقتراع ليقرر الشعب من يحكمه وبانتظام.. بعيداً عن تدخل المتدخلين وتزوير المزورين ..
· نريد تغييراً للنهج لا الأشخاص والوجوه
· نريد هذا الأردن وطناً جميلاً خالياً من الفساد والمفسدين.. ونريد لأجهزتنا الأمنية كلها أن تقوم بواجباتها ووظائفها الدستورية في حماية الوطن والمواطنين .. ومحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين .. لا نريدها أن تنشغل بمراقبة أبنائنا في مدارسهم وجامعاتهم وأعمالهم .. وملاحقتهم .. وقطع أرزاقهم .. وترهيبهم .. أو تغييبهم وراء الشمس !!
· نريد من الكافة احترام الحراك الشعبي .. أنى كان .. وحيثما وجد ومهما كانت مطالبه.. كما نريد احترام حقه في التعبير السلمي .. ونرفض كل أشكال التحريض والبلطجة الخارجة عن أخلاقنا وقيمنا التي تمارس ضد قوى الإصلاح ..
ونقول لكل من يعنيه الأمر .. لا سبيل لوقف الحراك إلا بتحقيق الإصلاح وفق المعايير التي يحددها الشعب صاحب السلطة .. فإياكم الاستهتار بشعبنا .. فقد قرفنا من المراوغة والمماطلة والتسويف والاحتواء وتقطيع الوقت .. كما قرفنا من فزاعات "البعبع الإسلامي" تارة .. و" البعبع الديمغرافي والجغرافي" تارة أخرى .. كما قرفنا من مقولات : من أين سنأتي بالرجال / النساء ؟؟ وأن " الأحزاب غير ناضجة".. وأن "الشعب غير مؤهل".. !!
لقد انتزعتم من شعبنا كل سلطاته عبر آليات الهيمنة والقمع المرفوضة .. فإن زعمتم أن الشعب استودعكم سلطته لحين بلوغه سن الرشد .. بأننا اليوم وقد بلغنا من الرشد عتياً نريد استرداد وديعتنا ..فنحن شعب عظيم مؤهل يستحق حكومات راشدة وحكما رشيداً يليق به..
شعبنا الأردني يتقن الصبر وكظم الغيظ والقبض على الجراح.. ولكنه شعب قابل للانفجار وقادر عليه .. ونؤكد بأن التغيير والإصلاح الحقيقي قادم لا محالة .. بيدنا لا بيد عمرو ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق