السبت، 26 نوفمبر 2011

الدولة الفلسطينية .. بين الرفض وفقدان الخيارات


الدولة الفلسطينية .. بين الرفض وفقدان  الخيارات
د. عيدة المطلق قناة

الصراع العربي – الصهيوني المتواصل والممتد منذ سبعة عقود هو من أكثر الصراعات التي شهدها التاريخ المعاصر تعقيداً.. مما جعل حل هذا الصراع اشد تعقيداً .. وذلك بالنظر لتشابك العلاقات والمصالح والقوى الحاكمة فيه .. مما يفسر تكاثر المشاريع المطروحة في هذا المجال وتكاثر أصحابها واختلاف مشاربهم  ..فمنذ قيام دولة الكيان الصهيوني أخذت مشاريع الحل تترى وفي جلها كانت تستند إلى ما تصدره الأمم المتحدة من قرارات بخصوص تفاصيل هذه القضية .. وعلى الرغم من أن جل تلك المقررات جاءت حمالة أوجه ، ففي موضوع الدولة فإن  جل ما تقدم من مشاريع بهذا الخصوص لم يتجاوز نطاق الحكم الذاتي، أو الكونفدرالية مع الأردن.. ومع ذلك فإن  زعماء " إسرائيل" – على مر تاريخ هذا الصراع – كانوا الأشد حرصاً على إسقاطها ورفض الالتزام بها أو احترامها.

وفي سياق ما طرح من مشاريع الدولة كان مشروع المملكة المتحدة 1970 .. أما اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل فقد طرحت الحكم الذاتي للسكان (دون السيادة على الأرض) كحلً للقضية الفلسطينية، وحصرت التمثيل الفلسطيني بشخصيات من الضفة الغربية وقطاع غزة، دون القدس ودون فلسطينيي الشتات ..

ثم جاء اتفاق أوسلو وما تبعه من اتفاقيات ليضيف مأزقاً جديداً ..  فقد رتبت أوسلو على السلطة الفلسطينية ( التي نشات عن الاتفاق) مسؤوليات أمنية تجاه إسرائيل..  وحصر القضية الفلسطينية بسكان الضفة الغربية وقطاع غزة، وربطت الحياة اليومية للشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع بمؤسسات الاحتلال الإدارية والإنتاجية مما استتبع إغراقهم بهموم الحياة اليومية وقضايا العيش والعمل !!

 ولكسب دعم المسلمين أو على الأقل إسكاتهم غداة أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وعد الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش الفلسطينيين بأن تكون لهم دولة.. انتهت ولايته الأولى والثانية وظل الوعد حبرا على ورق..  وفي مارس 2002 أعلنت قمة بيروت العربية  عن مبادرة السلام العربية لتقديم التنازلات بالجملة (سلام كامل وتطبيع أكمل، مقابل الانسحاب من الأراضي العربيّة التي احتُلت في عدوان حزيران  1967).. حتى أن بنيامين بن إليعيزر،  وصفها بأكبر إنجاز حققته الحركة الصهيونيّة منذ تأسيسها". ..

وها نحن اليوم أمام محطة جديدة أطلق عليها "استحقاق أيلول "  المتمثل بالطلب الذي إرسال إلى صديقتقدم به الرئيس محمود عباس إلى الأمين العام للأمم المتحدة بطلب انضمام فلسطين للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية استناداً إلى جملة من الأسس والقرارات أولها الحقوق الطبيعية والقانونية والتاريخية للشعب الفلسطيني، و قرارات الأمم المتحدة ومؤسساتها المختلفة !

ولكن هذا الطلب ووجه بالتهديد والضغوط الأمريكية على الأعضاء لعدم تمريره وتجنيب الولايات المتحدة التصويت بالفيتو مما قد يحرجها ويوقعها في التناقض والمرواغة وازدواجية المعايير .. ورغم معرفة عباس بأن المشروع لن يمر إلا أنه أصر على التقدم بهذه الخطوة غير الحكيمة التي بدت  أكذوبة وتهريج دولي .. ومسرحية إعلامية فيها الكثير من التضليل والتخدير والتزييف للوعي العربي  في زمن "الربيع العربي"..  

ولعل من المفارقة أن هذا المشروع جوبه بالرفض الأمريكي رغم أنه  "مصلحة إسرائيلية" بامتياز .. يبدو أن الرفض الأمريكي وما سبقه واستتبعه من ضغوط أمريكية على بعض الدول لرفضه يأتي في سياق خلط الأوراق واستدراج المزيد من التنازلات والرضوخ للمطالب التعجيزية بالمزيد من التفريط بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ..  

لقد فتح الباب لتهريج آخر قام به الرئيس الأمريكي "أوباما"  بخطاب الخيبة والكيل بعشرات المكاييل .. إذ جاء خطابه "إسرائيليا أكثر من الإسرائيليين" و"ليكودياً أكثر من عتاة الليكود".. لقد تجاهل كل حقوق الشعب الفلسطيني .. وأكد انحياز إدارته السافر لإسرائيل ولحق إسرائيل بان تكون "دولة فوق القانون".. برأها من كل مسؤولية... بل مارس من جانبه كل ما بوسعه من ضغوط ونفوذ على الدول الأعضاء لحثها على رفض الطلب .. فكان له ما أراد!!!  ففي 11/11/2011 أصدرت  اللجنة الخاصة بطلبات الانضمام لعضوية الأمم المتحدة التابعة لمجلس الأمن تقريرها  الخاص بطلب عضوية الدولة الفلسطينية متضمنا القول بـ" عدم اتفاق أعضائها" على قبول الطلب . ما يعني إعفاء الإدارة الأمريكية من استخدام حق النقض "الفيتو"  وإعادتنا إلى المربع الأول .. ناهيك عما استثاره من تساؤلات حساسة لعل أبلغها  حساسية سؤال :
·   هل يجوز أن تستمر قيادة السلطة  الفلسطينية-  وهي في مرحلة وصفة انتقالية وتسيير أعمال - التلاعب بالقضية الفلسطينية على قاعدة "التجربة والخطأ "  والتنازلات والتراجعات وتغيير المواقف ؟؟
·  أما يكفي القضية الفلسطينية ما أصابها من انهيارات بسبب ما عقدته – ذات عتمة عربية -  من اتفاقيات "أوسلو وتداعياتها ؟
·  وهل الاعتراف بدولة على حدود عام 1967 هو مطلب حقيقي للشعب الفلسطيني يتجاوز على معادلات التحرير بـ"كنس الاحتلال وتحرير المقدسات وعودة اللاجئين والمهجرين إلى أماكنهم التي هجروا منها ؟ 
إن قراءة مشروع الدولة "العباسية – الفياضية" محفوف بعشرات المفارقات والإشكاليات فضلاً عما انطوى عليه من تنازلات خطيرة من أبرزها  :
·  التلميحات غير المدروسة – وكلها تشي بحالة من التخبط – ومنها التلميح باللجوء إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لطلب رفع نسبة تمثيل المنظمة إلى (دولة -غير عضو)، عن أساس أن (صفة دولة) حتى لو كانت غير عضو في الأمم المتحدة سوف تتيح لفلسطين الانضمام لمعاهدة روما المتعلقة بإنشاء المحكمة الجنائية الدولية وبالتالي محاكمة إسرائيل جنائياً على جرائمها المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني!! .. رغم "علم هذه القيادة اليقيني " باستحالة قبول فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة بغير المرور بمجلس الأمن وموافقة تسع دول من خمس عشرة من بينها الدول الخمسة دائمة العضوية .. ثم تحويل الطلب للجمعية العامة لمناقشته، إذ لا تستطيع الجمعية العامة مجرد مناقشة الطلب قبل الحصول على موافقة مجلس الأمن عليه... مما يعني تعثر كافة الإجراءات المعلن عنها لاشتراط مرورها بهذه الآلية 
·   إعلان الدولة،  فيه اعتراف بشرعية الاحتلال وإسقاط تلقائي لحق العودة .. وإلغاء للقرار  الرقم 194، القاضي بإعادة اللاجئين إلى الأراضي التي شُردوا منها في النكبة..فضلاً عن إسقاط الحق  بفلسطين التاريخية والاعتراف الرسمي الملزم بأن ما تبقى من فلسطين هو لإسرائيل..وما قد يسبقه من مطالبة بالاعتراف بيهودية الدولة، وبالتالي  الإقرار بشرعية التطهير العرقي الذي يمكن أن تمارسه إسرائيل ضد العرب في أراضي ال48.  
وفي سبيل تحقيق مشروعها ولإعداد المسرح - للمزيد من التنازلات - قامت السلطة الفلسطينية بالإعلان عن استراتيجيات محددة ونفذت سلسلة من الإجراءات منها:
·  تقوم إستراتيجية " عباس- فياض " على التنسيق الأمني والارتهان للتسوية والمفاوضات وصولاً لدويلة فلسطينية مسخ مقابل تنازلات أساسية عن الحقوق الثابتة للفلسطينيين وللأمة بكل فلسطين وحق العودة ..
·  تجريم ونبذ وملاحقة المقاومة  باعتباره خطوة متقدمة للوصول إلى مطلب الدولة ولو وفق "المواصفات الإسرائيلية"  أي دولة وظيفية تحقق المخططات والمصالح الإسرائيلية وتحل مشكلاتها مقابل توليد مشكلات جديدة للفلسطينيين.. فهي دويلة منزوعة السلاح .. تعترف بإسرائيل يهودية عاصمتها الأبدية "القدس الموحدة " .. لا عودة فيها للاجئين ترابط القوات الإسرائيلية على حدود نهر الأردن ..

إن هذه الإستراتيجية التي تقوم على التعاون الأمني وإسقاط خيار المقاومة .. إلى جانب التنازل عن القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية والتي تحفظ بعض الحقوق الفلسطينية.. وحتى إسقاط ما يوفره الربيع العربي من خيارات وفرص .. كل ذلك أفقد السلطة كل الخيارات باستثناء خيار شمشون " على وعلى أعدائي " خيار "تسليم مفاتيحها لإسرائيل"!!

eidehqanah@yahoo.com




الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

Iam A Muslim



 I  am a Muslim.

  A Jew can grow his beard in order to practice his faith 
But when Muslim does the same, he is an extremist and terrorist! 
  
  

 A nun can be covered from head to toe in order to devote herself to God, right? 
But, then, if a daughter of Muslim-Ummah does the same, why is she oppressed? 
 
  
 When a western woman stays at home to look after her house and kids she is respected by the entire society because of sacrificing her life to her house 


But when a Muslim woman does so by her will, they say, "she needs to be liberated"! 
  
  
  Any girl can go to university wearing what she wills and have her rights and freedom? 
  But when a Muslim Girl/Lady wears Hijab, they prevent her from entering the university! 
  
  
When a child dedicates himself to a subject, he has potential and talent.. 
But when he dedicates himself to Islam he is hopeless! 


WHY   
  
  
When a Jew kills someone, religion is not mentioned, but when a Muslim is charged with a crime, it is Islam that goes to trial! 
  

When someone sacrfices himself to keep others alive, he is noble and everyone respects him. 

But when a Palestinian does that to save his son from being killed, his brother's arm being broken, his mother being raped, his home being destroyed, and his mosque being violated --- He gets the title of 'terrorist'! Why? Because he is a "Muslim"!
  
  
When there is trouble, we accept any solution available, right? However, if the solution lies in Islam, we refuse to take a look at it. 
      When s omeone drives a perfect car in an improper manner, no one blames the car....
But when any Muslim makes a mistake or treats people in a bad manner -   people say "Islam is the reason"!
  
  
 
Without giving a glance at Islamic laws, people believe what the newspapers say.



But question what the Holy QURAN says! 

Wanna Eradicate Injustice? Go Ahead -
  Note: thanks to an email friend 

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

تونس الشرارة .. وتونس الريادة والوفاء



د. عيدة المطلق قناة

كما كان الرابع عشر من يناير 2011 فاتحة الربيع  العربي.. والشرارة الأولى للحرية والديمقراطية.. فإن يوم الثالث والعشرين من أكتوبر من ذات العام كان يوماً تاريخياً واحتفاليا بالثورة التونسية ، انطلقت فيه "صافرة" التغيير .. ففي هذا اليوم انتخب التونسيون مجلسهم التأسيسي "أول مؤسسة ديمقراطية بعد الثورة، وأعلى هيئة سيادية في الدولة " ليؤدي مهمات جليلة لعل أهمها "صياغة دستور جديد للبلاد يحدد النظام السياسي وشكل الدولة ومؤسساتها وعناصر الشرعية فيها.. وإعادة بناء الدولة ومؤسساتها وتكريس قيم الثورة ومبادئها .. لقد كانت الانتخابات تاريخية على غير صعيد .. فهي أول انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة وتعددية تجري في تونس منذ الاستقلال .. وأول انتخابات تجري في العالم العربي دون سلطة وزارة الداخلية ..

أول انتخابات تتميز بارتفاع معدلات المشاركة - في جميع مراحلها - وبنسب  فاقت نظيراتها في أعرق الديمقراطيات في العالم ..  لقد جرت هذه الانتخابات وفق نظام القائمة النسبية ( وعلى قاعدة التناصف بين الرجال والنساء) .. فتقدم للتنافس على  المقاعد الـ (217) للمجلس التأسيسي ( الأول بعد الثورة ) أكثر من عشرة آلاف مرشح على قوائم  زاد عددها عن (1519) قائمة (منها 830 قائمة حزبية و655 مستقلة  و34 ائتلافية) .. وكما كان الإقبال على الترشح مرتفعاً كذلك جاء الإقبال على التصويت مرتفعاً كذلك إذ زادت نسبة الاقتراع على  (90 % ) من المسجلين في سجلات الناخبين..  كما ارتفع معها منسوب النزاهة والشفافية بإجماع شهادات آلاف المراقبين الدوليين والمحليين !!

وبالمحصلة جاءت النتائج مبهرة في دلالاتها فقد جاءت هذه الانتخابات بتغييرات مذهلة  في المشهد السياسي التونسي كان أهمها   إعلان الطلاق البائن مع العهد البائد.. فقد أسقط التونسيون  - دفعة واحدة - جملة من الفزاعات لعل أهمها :
1. فزاعتي الإسلاميين والمعارضة: إذ أكدت اتجاهات التصويت  انحياز التونسيين للإسلاميين.. وللهوية الحضارية لتونس .. وكان المعيار الأهم في هذه الانتخابات لـ"الشرعية النضالية"  .. وبحسب هذا المعيار انحاز التونسيون لقوى المعارضة الجذرية المناضلة ضد الاستبداد والفساد من (إسلاميين وديمقراطيين وعلمانيين) .. فكافأوها بحسب تاريخها النضالي ضد نظام الإقصاء والاستبداد والفساد.. وبحسب الضرر الذي لحق بها من القمع المنهجي ومن أشكال الظلم والاضطهاد والنفي .. فمنحوا حركة النهضة  (41% ) من أصواتهم التي أهلتها لاحتلال ( 89 مقعداً) في المجلس التأسيسي .. كما منحوا 35 % من أصواتهم بواقع (75 مقعداً) للقوى الديمقراطية التي لم تكن على عداوة مع الهوية الحضارية لتونس،  ولم تناصب حركة النهضة العداء ؛ فحلت قوائم "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" ثانياً وحصدت تسعة وعشرين مقعداً .. وهذا الحزب (علماني ديمقراطي ) تميز بتاريخه النضالي وفي معارضته ونقده السافر للنظام السابق، كما وقع عليه الظلم والاضطهاد .. كما تميز بانفتاحه على حزب النهضة والأحزاب الإسلامية ، فضلا عن نزعته العروبية.. فشدّد في برنامجه السياسي على ضرورة التمسك بالهوية العربية والإسلامية كحامل حضاريّ لتونس ..  
و كذلك الحال مع "تيار العريضة الشعبية" التي تبنت خطاباً توفيقياً إسلاميا وتقدمياً، والاقتراب من التيار "الإسلامي العروبي" مع التركيز في برنامجها الانتخابي على الهوية العربية الإسلامية فحلت ثالثاً وحصدت ست وعشرين مقعداً
وأما بالنسبة لحزب "التّكتّل من أجل العمل والحرّيات".. الذي عرف بنضاله في الدفاع عن حقوق الإنسان في تونس وموقفه الرافض للديكتاتورية.. فهو رغم علمانيته إلا أنه منفتح على التيارين القومي والإسلامي ..وركز في برنامجه على ضرورة بناء ائتلاف وطنيّ يضمّ مختلف القوى السّياسيّة.. فحل رابعا وحصد عشرين مقعداً

أما باقي النتائج فقد جاءت صادمة للأحزاب العلمانية التي ركزت في حملتها على إقصاء الإسلاميين والتخويف منهم .. فكانت النتيجة ثلاث وخمسين مقعداً توزعت على ثلاث وعشرين قائمة منها ستة عشر مقعداً للحزب "الديمقراطي التقدمي"  ، وعشرة مقاعد للقطب الديمقراطي الحداثي وحزب المبادرة بواقع خمسة مقاعد لكل منهما

2. "فزاعة الحزبية" : لقد  أسقط التونسيون هذه الفزاعة وبقسوة فلم تنل  قوائم المستقلين (البالغ عددها حوالي 655  قائمة ) أي وزن تصويتي يؤهلها لحصد بعض المقاعد في المجلس التأسيسي .
 فزاعة تزوير الانتخابات لدفع  الناس لمقاطعة الانتخابات : فقد سقطت هذه الفزاعة وبشهادة وإجماع آلاف المراقبين  الدوليين والمحليين على نزاهتها وشفافيتها وصدقيتها..

3.  فزاعة عدم جاهزية الشعوب العربية للديمقراطية :
لقد أبطلت – هذه الانتخابات - أسطورة جرى ترويجها وتعميمها على كامل الأمة – سواء بحسن أو بسوء نية – مفادها "أن شعوب الأمة العربية غير مستعدة للديمقراطية كما أنها غير معنية بالشأن العام أو المشاركة السياسة .. فهذه الشعوب تركت مقاليد أمورها لحفنة من الحكام يتسلطون على مقدراتهم كما يشاءون".. ويدللون على هذه الأسطورة بانكماش الحالة الحزبية ومؤسسات المجتمع المدني ..
فجاءت مشاركة الشعب التونسي المرتفعة - ترشيحا وتصويتاً وشفافية ونزاهة - مفاجئة وصادمة لمروجي هذه الأساطير .. إذ أكدت توق شعوب هذه الأمة للمشاركة والاختيار  وأشواقها للديمقراطية واستعدادها للانخراط في عملياتها على كافة الصعد والمستويات  مهما بلغت الصعوبات والتحديات ..على أن هذه المشاركة تظل مشروطة بتوافر مناخات الحرية والشفافية والنزاهة ..!!

لقد استعاد التونسيون عبر  صناديق الانتخاب "هويتهم الحضارية الإسلامية" ..  وأكدوا بأن سنوات العلمنة الإلحادية بكل عنفها وقمعيتها وما مورس خلالها من إقصاء واستئصال وتجفيف منابع .. لم تفلح في إبعادهم عن دينهم ولا في استئصال التدين من حياتهم  .. وحين أتاحت لهم ثورتهم المجيدة الفرصة والمناخ المناسب نهضوا ليغيروا "مجرى التاريخ" (بحسب أوباما)..  وأوجدو المثال الذي يجب الاقتداء به ( بحسب أندرياس غروس/ البرلماني السويسري الذي ترأس فريق من المراقبين الأوروبيين لمتابعة سير الانتخابات التونسية ) ..

 شكّل نجاح العمليّة الانتخابيّة في تونس مدخلًا مشرّفا لعمليّة التّحوّل الدّيمقراطيّ في الوطن العربي .. إذ دشن التونسيون – في انتخاباتهم كما في ثورتهم الرائعة - ربيعاً عربياً استثنائيا.. فاستحقت هذه الانتخابات أن تكون فاتحة لائقة للزمن العربي الجديد .. زمان يحظر فيه الترهيب من أي حالة فكرية وفي مقدمتها الحالة الإسلامية ..

إن انتخابات بهذا الزهو تقتضي التوقف عند التحدي الأكبر الذي يواجه  نواب المجلس التأسيسي الجديد وفي مقدمتهم أعضاء  "حركة النهضة" بعد أن تحقق فيهم  قول الحق تبارك وتعالى {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين }.. هذا التحدي يكمن في قدرتهم ومصداقيتهم في تكريس التوافق والانفتاح بين مختلف التيارات السياسية في الساحة التونسية .. وإدارة مرحلة - بل معركة – اجتثاث الفساد.. وبناء الدولة على قواعد العدل والمساواة والنزاهة.. دولة المواطنة والتعددية واحترام حقوق الإنسان.. دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية.. دولة الحرية والكرامة لجميع مواطنيها !!

eidehqanah@yahoo.com


الجمعة، 11 نوفمبر 2011

تحية لمن حرر ألف ويزيد من أسرى الحرية


تحية لمن حرر ألف  ويزيد من أسرى الحرية
د. عيدة المطلق قناة

حين تلقت غرفة العمليات المشتركة (لفصائل المقاومة التي شاركت في عملية الوهم المتبدد يوم الأحد 25 حزيران 2006)  الرسالة  أن الصيد ثمين والضربة موجعة للإسرائيليين( .. انفتحت كوة للشمس في جدار الأسر الصهيوني السميك وظلمته المطبقة على عشرات الآلاف من أسرى الحرية.. فعملية أسر جندي صهيوني مزدوج الجنسية استثارت اهتمام العالم مما أدى إلى تدويل  قضية الأسرى، وسمح بفضح الانتهاكات الصهيونية بحق الأسرى وكشفت الوجه الحقيقي للسجان الصهيوني..

خمس ونيف من سنوات المعاناة والاستعصاءات والتحديات على غير صعيد..  تعرض فيها "قطاع غزة " لمختلف أشكال العدوان والاقتحامات والاغتيالات والحصار الظالم الذي نال من كل التفاصيل الإنسانية  .. سنوات خمس حظيت فيها إسرائيل بأشكال مختلفة من  الدعم والمؤازرة من أجهزة المخابرات العربية والأجنبية للمساعدة في الوصول إلى مكان شاليط .. شهدت المراقبة الإلكترونية والبشرية لكامل قطاع غزة ..  ورصد كل الاتصالات والرسائل الإلكترونية والقصيرة والجوالات والهواتف وحركة رجال المقاومة من البر والبحر والجو دون إمكانية للتوصل إلى مكان إحتجاز شاليط.. !!

سنوات خمس لم تغادر طائرات التجسس سماء القطاع .. استخدم خلالها العدو أحدث أجهزة الرصد والتصوير الجوي سواء من الطائرات بدون طيار أو من خلال الأقمار الصناعية وحتى من خلال أبراج المراقبة العالية التي تحيط بالقطاع..

سنوات تحرك على أرض غزة وبين شعبها العملاء والجواسيس من كل صنف ولون..

سنوات خمس انفتحت خلالها مختلف الأبواق السياسية والإعلامية تندد بالمقاومة وتبخس عملها  ..

واجه الغزيون كل هذه الحملة الشرسة بالصبر واحتملوا من أذى الشقيق والصديق قبل أذى العدو ما لا يطيقه بشر.. وظلوا أوفياء للمقاومة وأمدوها  بالعزيمة والصمود .. فقابلتهم المقاومة بالوفاء والإبداع..  والصبر وضبط النفس .. وراكمت المزيد من الخبرات النضالية الراقية .. فكان الإنجاز "صفقة تبادل للأسرى" تاريخية  ووطنية  أكدت وحدة الجغرافيا والديمغرافيا الفلسطينية ؛ وعبرت عن التعددية الفصائلية والسياسية الفلسطينية؛ وردت على دعاة اليأس والإحباط والفرقة والانقسام.. !!
الصفقة إنجاز كبير بكل المعايير .. يكفي أنها أنقذت ألف ويزيد من أحرار وحرائر الأمة من عذابات  لا تنتهي .. وعقوبات مستمرة ..ومن سطوة إدارات السجون .. ومحاولات السجان الصهيوني الدائبة للاستفراد بهم والضغط  عليهم عبر سياسة الحصار والمنع من الزيارات والعزل وخاصة الانفرادي  بحقهم .. وسياسة المنع من الراحة والنوم .. والإهمال الطبي والحرمان من أبسط الأشياء حتى وصلت إلى مصادرة الملح والمخدات والأدوات الكهربائية البسيطة..  ناهيك عن معاناة لا تنتهي من مختلف أشكال المرض والتدهور الصحي ..

صفقة عممت الزهو والفرح في الأمة – كل الأمة –  وعززت الثقة بما أطلقته المقاومة من وعد قطعته حماس على نفسها بـ"مواصلة العمل من أجل الإفراج عن كافة الأسرى" .. كما أنها منحت الشعوب فرصة للاستفتاء الصادق والعفوي على خيار المقاومة ..هذا المربع النضالي الذي غادرته قوى عديدة تهمين على القرار الفلسطيني ومؤسساته..

إن صفقة بهذا النجاح وهذا الحجم, ظل يعتبرها الاحتلال من المستحيلات ، ولكنه عاد فرضخ وانصاع وقدم تنازلات " مؤلمة " – بحسب وصفهم - .. كما اعتبرتها أوساط صهيونية عديدة بأنها هزيمة مذلة!! في حين اعتبرها " يورام كوهين" رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي – الشاباك- بأنها "صفقة غير سهلة الهضم على المستوى الأمني والشعبي، لأنها تشمل تحرير 280 أسيرا شاركوا في عمليات قتل  فيها إسرائيليون".. !!

إلا أن هذه الصفقة بالمقابل– رغم ما استثارته من فرح وما حركته من أمل –  أثارت حفيظة  العديد من المشككين والعاجزين ..وكشفت عن عمى ألوان شديد .. وعن بوصلة مشوشة .. إذ  انبرى نفر من هؤلاء لإفساد أجواء الفرح والانتصار.. فأطلقوا أبواقهم  - بلا مواربة -  وأخذوا يتحدثون عن  ( إنجاز .. ولكن..!! ).. وعن  "تنازلات حماس وتراجعاتها" .. وإلى ما هنالك من منغصات أبى مطلقوها إلا استثارة أوجاع سنوات الانقسام البائسات !!

ونعجب من حديث "التنازلات" .. فلا ندري ما هو معنى "التنازلات" في علم السياسة وفقه التفاوض والصفقات .. فحين يؤكد مصدر مصري – وسيط – بأن حماس حققت 60% من مطالبها .. نتساءل عن الطرف الذي تنازل أكثر؟؟  ونطالب كل المشككين بأن يدلونا عن صفقة جاءت على مزاج طرف دون آخر !!

كما كشفت  "الصفقة" عن كم هائل من النفاق الدولي..  فالاتحاد الأوروبي يرحب فقط بعودة شاليط .. فهذه  كاثرين آشتون " ترحب بشدّة " بخبر أن "جلعاد شاليط سيتمكن قريبًا من العودة إلى منزله بعد خمس سنوات من الاعتقال، وانتهاء المحنة الطويلة التي عانى منها وعائلته... (( يا الله .. لا منجى إلا بك  ولا ملجأ إلا إليك .. )) .. !!

أما جموع الأمة من الواثقين بنصر الله فيكفيهم أن هذه الصفقة أنها كسرت كل المحرمات ..  وأبطلت كثيراً من اللاءات الصهيونية .. كما يكفيهم أنها جددت  الأمل  بإمكانية صفقة "وفاء لمن تبقى من الأحرار" .. وعلى ذلك فإن هذه الجموع ستبقى على العهد بانتظار أكثر من "شاليط " ؟؟  فـ { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } [ آل عمران 200]( صدق الله العظيم )



السبت، 5 نوفمبر 2011

كلمة د. عيدة المطلق قناة - مهرجان الإصلاح الكبير - عمان - الجمعة 4/11/2011


أردنيات من أجل الإصلاح
د. عيدة المطلق قناة

يمضي الوقت .. وحالنا لا يسر .. تحت وطأة استعصاء سياسي وإصلاحي .. واقتصاد يترنح .. وتدهور مالي .. ومديونية باهظة .. وفساد بنيوي.. ونهب منظم .. يقابله بطء وتباطؤ في الإنجاز.. تتوالى حكومات التفرد والإقصاء.. والمحاصصة  والتوريث والتدوير بين الأزلام  والمحاسيب .. والأنسباء والأصهار.. مع إصرار على تهميش الأحزاب وقوى المجتمع المدني .. وصرنا أمام حكومات سريعة الذوبان ما أن تأتي حتى ترحل وتترك الإصلاح عالقاً أمام باب مسدود.. فيتراكم الاحتقان .. وتتسع فجوة الثقة .. وتتضخم الملفات.. وتتوالى الأزمات .. فغضب الناس ورفعوا الصوت .. ومع الإهمال والتجاهل.. تعمق الشرخ .. وارتفعت السقوف !! حتى بحت الأصوات وجفت الأقلام .. 

إننا في  "تجمع أردنيات من أجل الإصلاح" ..  لنؤكد بأننا مع شعبنا في هذه المسيرة الإصلاحية المباركة .. لقد مللنا  من وعود إصلاح لا تتحقق .. كما مللنا من مجالس نواب تتشكل وتعمل ومن ثم تصرف دون أن ندري كيف تشكلت ، ولمن تعمل .. ولماذا تصرف .. !!

·  ونؤكد بأن الشعوب لا تجمع على باطل ..وأننا  كأردنيين قد بلغنا من الرشد عتياً ..وأننا شعب حر سيد .. وبالتالي فإننا " نحن الشعب الأردني مصدر الشرعية "  
·    كما نؤكد بأننا نعرف حقنا الدستوري في التظاهر والاحتجاج والاجتماع والتعبير بمختلف وسائل التعبير.. ونعرف بأن كل تحرش أو منع أو اعتداء هو خرق للدستور يقتضي المحاسبة والعقاب .. ونقول لكل العابثين.. إننا نرفض سياسة الإفلات من العقاب .. ونرفض القمع المنظم المنهجي والمتكرر .. فكفاكم عبثاً بنسيجنا الاجتماعي  ووحدتنا الوطنية.. و كفاكم إيذاء لأبنائنا ..!!

إننا نريد
·  أن نبني وطناً تسوده الحرية والأمن والاستقرار.. وتتحقق فيه الكرامة والمواطنة والمساواة والعدالة لكل أبنائه !! وهذا يقتضي إصلاحاً حقيقياً جذرياً يصنع على أعيننا .. ويستنبت في تربتنا  ليستعيد لنا الوطن والأبناء والحقوق والمواطنة والكرامة والسلطة..
·  نريد دستوراً خالياً من  أي نص يشرعن الاستبداد والحكم المطلق، ويؤكد  تلازم السلطة بالمسؤولية .. ويؤكد الحقوق والواجبات والفصل بين السلطات واستقلالية القضاء ووحدته ..   
·   نريد احتكاماً دورياً منظماً إلى صناديق الاقتراع ليقرر الشعب من يحكمه وبانتظام.. بعيداً عن تدخل المتدخلين وتزوير المزورين ..
·       نريد تغييراً للنهج لا الأشخاص والوجوه
·  نريد هذا الأردن وطناً جميلاً  خالياً من الفساد والمفسدين.. ونريد لأجهزتنا الأمنية كلها أن تقوم بواجباتها ووظائفها الدستورية في حماية الوطن والمواطنين .. ومحاربة الفساد وملاحقة الفاسدين .. لا نريدها أن تنشغل بمراقبة أبنائنا في مدارسهم وجامعاتهم وأعمالهم .. وملاحقتهم .. وقطع أرزاقهم .. وترهيبهم .. أو تغييبهم وراء الشمس !!
·  نريد من الكافة احترام الحراك الشعبي .. أنى كان .. وحيثما وجد ومهما كانت مطالبه.. كما نريد احترام حقه في التعبير السلمي .. ونرفض كل أشكال التحريض والبلطجة الخارجة عن أخلاقنا وقيمنا التي تمارس ضد قوى الإصلاح ..

ونقول لكل من يعنيه الأمر .. لا سبيل لوقف الحراك إلا بتحقيق الإصلاح وفق المعايير التي يحددها الشعب صاحب السلطة .. فإياكم الاستهتار بشعبنا .. فقد قرفنا من المراوغة والمماطلة والتسويف والاحتواء وتقطيع الوقت .. كما قرفنا من فزاعات "البعبع الإسلامي" تارة .. و" البعبع الديمغرافي  والجغرافي" تارة أخرى .. كما قرفنا من مقولات :  من أين سنأتي بالرجال / النساء ؟؟   وأن " الأحزاب غير ناضجة"..  وأن "الشعب غير مؤهل".. !!

لقد انتزعتم من شعبنا كل سلطاته عبر آليات الهيمنة والقمع المرفوضة ..  فإن زعمتم أن الشعب استودعكم  سلطته لحين بلوغه سن الرشد .. بأننا اليوم وقد بلغنا  من الرشد عتياً نريد استرداد وديعتنا  ..فنحن شعب عظيم مؤهل  يستحق  حكومات راشدة وحكما رشيداً يليق به..


شعبنا الأردني يتقن الصبر وكظم الغيظ والقبض على الجراح.. ولكنه شعب قابل  للانفجار وقادر عليه .. ونؤكد بأن التغيير والإصلاح الحقيقي قادم  لا محالة .. بيدنا لا بيد عمرو ..