كلمة
أردنيات من أجل
الإصلاح
د. عيدة
المطلق قناة
جمعة إنقاذ الوطن
5/10/2012
لا ندري من أين نبدأ .. هل نبدأ بالآفات المزمنة
التي تفتك بنا من كل جانب وتسحق نفوسنا وأرواحنا معاً .. أم نبدأ بالعبودية والاستلاب
والقمع والاستبداد .. والخوف والتخويف وما استتبعها أو واكبها من فساد ونهب .. أم نبدأ بامتهان كرامة الأردنيين بالإذلال والاستغلال .. بالإفقار والتجويع.. أم من طوابير الأردنيين أمام الوزارات
والديوان الملكي يتسولون وظيفة تعافها نفوس المحظيين .. أو إعانة لا تكاد تفي أود
جائع لبضعة أيام!!
أم لعلنا نبدأ من الأموال المنهوبة والخزينة
المكدودة، أم من الأيدي التي ما تركت جيباً مثقوبا إلا وامتدت إليه واستحوذت على
مافيه
أم من الضرائب الباهظة التي ينوء بأعبائها
فقراء الأردن..
أم من غول الأسعار الذي التهم مداخيل الأردنيين دون أن يترك لهم مجالاً لجدولة
أولوياتهم ..
ويتساءلون لماذا الحراك وهم ينعمون بفيض الأمن والأمان : ونرد
على تساؤلهم الغبي بتساؤلات :
·
ألم يوفر النظام لنا جميع شروط
الثورة الموضوعية حتى ننتفض لاسترداد كرامتنا الإنسانية وحريتنا وحقوقنا
الدستورية وأن نستعيد حقنا الدستوري في أن نكون نحن الشعب العظيم مصدراً للسلطة ..
فننتخب نوابنا وحكوماتنا ونطمئن لعدالة واستقلالية قضائنا ؟؟
·
ألا نثور لغياب سيادة القانون ومبدأ العدالة في توزيع
مكتسبات التنمية، بل لغياب التنمية ذاتها ..
·
ألا نثور للاعتداء على مؤسسات
الدولة الدستورية وتشويهها عبر تفصيل القوانين وتكميم الأفواه وتزوير الانتخابات؟؟
·
ألا نثور على الاستخفاف
بعقولنا وذكائنا ؟؟
·
ألا نثور لتكبيل أولادنا والأجيال القادمة
من بعدنا بمديونية باهظة؟؟
·
ألا نثور لوطن فرطوا باستقلاله وحدوده
وسيادته وأمواله و ثرواته وكل مقدراته المادية والبشرية والتاريخية؟؟
·
ألا نثور لبلدنا إذ أصبح طارداً لكفاءات أنفقنا عليها كل ما نملك وتركنا أبناءنا
يهيمون في بلاد
الاغتراب طلباً لعمل ربما يقيم لهم أوداً ولكنه
حتماً لا يقيم لهم وزنا .. فيظلون كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى ؟؟
·
ألا نثور ونحن نرى الأبناء والأنسباء
والأصهار فضلاً عن المحظيين والمحاسيب وغيرهم من الوصوليين وعباقرة النفاق والليبراليين
الجدد الذين هبطوا بالبراشوت على كل المواقع القيادية, عبر آلية التوريث تارة ..
أو عبر آليات النفاق ومسح الجوخ .. والوساطة والمحسوبية .. والرشوة وشراء الضمائر ..
وتصنيف الناس بين
الموالاة والمعارضة ..
·
ألا نثور إذ نرى منظومة الفساد وقد تحولت إلى بقرات
مقدسة تفصل على مقاساتها القوانين والمؤسسات والسياسات ..
·
ألا نثور لمؤسساتنا التي تحولت إلى مزارع خاصة
عبر آليات الرشوة وإساءة الائتمان والاختلاس وسوء استخدام المال العام.. وغياب
العدالة في التعيينات والامتيازات وطرد الكفاءآت وتقريب المنافقين
والمحاسيب. ..
·
ألا نثور لما نحن فيه من حالة إنكار ومكابرة وصلت حد التبجح بأن
الإصلاحات فاضت علن منسوب السدود التي جهزها النظام لتخزين طوفان الإصلاح ..
·
ألا نثور على اعتقال الناشطين لمجرد ممارسة
حقهم الدستوري في التعبير .. وإذ توجه لهم
تهم الإرهاب
وتقويض أركان الحكم وإطالة اللسان لتكون محكمة أمن الدولة لهم بالمرصاد ؟؟
·
ألا نثور وحالة حقوق الإنسان في الأردن حركت
ضمائر منظمات حقوق
الإنسان الدولية .. ولكنها بالنسبة لنواب الصوت
الواحد والتزوير فالأمر ليس من اختصاصهم ..
فيالفرحتنا بهكذا نواب !!
· ألا
نثور لتردي أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية..وولوغ الفاسدين في لحومنا
..واستخفاف النظام وأجهزته ورموزه بأوجاعنا ومطالبنا ولحالة الإنكار والتجاهل
لمطالبنا والتجاوز على حقوقنا ..
· ألا
نثور للتفريط بكل حقوقنا الوطنية والاستخذاء
للخارج الذي نال من كل مقومات السيادة الوطنية .. ووضع مستقبل وطننا
السياسي والاقتصادي وحتى الوجودي في مهب الرياح القادمة من كل حدب وصوب..
أيتها الحرائر
أيها الأحرار الشعب الأردني العظيم
·
إننا نحتشد اليوم لنقول إلى كل الظانين بنا
ظن السوء والجهالة .. وظن العجز والجبن والتخاذل..
ونسمع القاصي والداني وكل من ألقى السمع وهو شهيد بأن السيل قد بلغ الزبى.. وبأننا
لن نسكت بعد اليوم ولن نقبل أن يستمر هذا التطاول العبثي الذي نال من كل تفاصيلنا
..
إننا
نقولها بكل وسائل التعبير بأن هذا الحراك الأردني المبارك لم يستورد ..ولم يستولد استنساخاً
ً .. ولكنه ولد من رحم المعاناة .. فهو حراك الحرائر والأحرار في هذا الوطن الجميل
الذي قرروا ذات غضبة الخروج على أقانيم الهزيمة والعجز والاستلاب والمكارم .. وقرروا
الانتفاض لاسترداد وطنهم المسلوب ، وحقوقهم وحرياتهم وكرامتهم .. وتغيير نهج الحكم القائم
على الهيمنة والاستحواذ على كل السلطات ..
وأما أنتم أيها الأحرار .. والحرائر
فلنتواصى بالبر والتقوى على أن نبني هذا الوطن على أسس
العدل والمساواة والمواطنة، وعلى الحرية
واحترام كرامة الإنسان.. ولنتدبر
قول الحق جل وعلا { وتلك القرى اهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا }.. وقوله
: { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن
الأرض يرثها عبادي الصالحون }