الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

الأردنيون .. بين فكي الفساد والبلطجة ..


الأردنيون ..  بين فكي الفساد والبلطجة ..
د. عيدة المطلق قناة

شباب وشيوخ .. نساء ورجال من رحم هذه الجغرافيا الرائعة -  بكل ما تكتنزه من فسيفساء اجتماعية جميلة - اجتمعوا من أجل وطن حر سيد آمن.. يهتفون للحرية  والكرامة - هبة الله لبني آدم -  ويحلمون  بالعيش الكريم لأجيال قادمة في ظل دولة المواطنة والحق والعدل والقانون .. والأمن والأمان – بكل ما تعنيه الكلمات  - ..

مواطنون من مختلف التيارات والألوان السياسية .. تنادوا تحت راية [إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت .. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ] .. مواطنون بشكل الأردن وألوانه .. لم يدر بخلد أحدهم أن هذه الأحلام البسيطة تشكل جريمة موصوفة  - في قانون الغاب الذي يريد البعض منا فرضه علينا .. جريمة تستدعي حشد جيش من البلاطجة وأصحاب السوابق ..
جاءوا بحماية بادية لكل من ألقى السمع وهو شهيد .. فاحتشد المشهد بغرائب  الأمور.. لتكون   انطلاقة ساعة الصفر للعدوان على "الملتقى الوطني الإصلاحي في سلحوب"  بقطع الكهرباء .. و"شتم الذات الإلهية"  والأديان السماوية – وبالمناسبة فإن هذه الشتائم غير مشمولة بإطالة اللسان – ثم استتبعها وابل من الحجارة من  جميع الاتجاهات طالت العديد من الناس.. وحين لم  يشف الحجر غليل هؤلاء لعلع الرصاص في المكان.. فسادت الفوضى العارمة واشتعل المكان بعنف غريب على ثقافة هذا المجتمع ..  وسالت دماء الأردنيين .. وأوذوا في أبدانهم وممتلكاتهم وكراماتهم .. !!

وبعد انتهاء المعركة وانصراف الناس وتهشيم كل السيارات التي تواجدت في المكان يحضر رجال الأمن ليفرضوا  طوقا أمنيا لحماية خيمة تذروها الرياح .. !!

 وحين يشار إلى مسؤولية قوى الأمن يسارع أحد كبار المسئولين الأمنيين  إلى القول "الأمن العام كان متواجدا لكن لا يمكن لنا أن نتدخل بين العشائر.. هو خلاف داخلي ضمن العشيرة الواحدة وكنا سنعرض أنفسنا للخطر.".. يا سلام !!!!

فهل يريدون لنا "أن نفهم" بأن قتل الأردنيين المتواجدين في "مهرجانات العشائر" – كما أطلقوا عليها - أمر مشروع ومباح ؟؟؟
·     أم يريدونه إيذاناً  بهدر دماء الأردنيين لتطاولهم على مؤسسة الفساد .. ورفض  سياسة المزرعة والمحاسيب واللصوص؟؟
·    أم أنهم يسعون لقهر الناس وتخويفهم وتحويلهم إلى مجاميع من المرعوبين.. بالتلويح بممارسات مستلهمة من النماذج البائسة المتنقلة من ليبيا إلى سوريا فاليمن؟؟ وإلا ما هو تفسير هذا الظهور المكثف للبلطجية في المسيرات والمهرجانات؟
·    وكيف ترتضي أي سلطة حكومية أو أمنية لنفسها  بالتواري خلف نفر من البلاطجة؟؟  وكيف تقبل أي سلطة تحترم ولايتها اعتماد البلطجة وسياسة الترويع والإرهاب مع مواطنيها وإحراق كل السفن معهم ؟؟ 
·       ومن المستفيد من كل هذا العبث والتخريب؟؟
·       وهل يظنون بأن  هذه الممارسات كفيلة بإجهاض هذا الحراك الإصلاحي السلمي ؟؟

إن التفسيرات الركيكة التي يقدمها المسئولون لكل هذا العنف والممارسات المرفوضة وغير الأخلاقية،  ودفاعهم الهزيل عن هذا النفر-  من سيئي الخلق - إنما هو لعب بالنار .. فضلاً عما يعكسه من سوء في الأداء يشوه لا صورة الأردن فحسب بل يطعن في مهنية وحرفية الأجهزة التي يتولون قيادتها !!

إن ما يجري في الأردن خطير جدا ولعبٌ بالنار .. فما نشهده لا يعدو "لعبة قذرة" بوسائل غير نظيفة، وغير حضارية .. وكلها - للأسف - تستهدف العبث بالنسيج الاجتماعي .. وإشاعة الفوضى والفتن .. واغتيال الشخصية للأفراد والهيئات.. !!

لقد مل الأردنيون كل هذا العبث .. ويرفضون سياسة التسويف وإضاعة الوقت وخلط الأوراق .. وافتعال الأزمات .. ولكنهم مصممون - بالرغم من كل ما أصابهم من حيف وأذى – على الاستمساك بحبال الرشد  والصبر الجميل .. وسيبقى الشعب الأردني عصياً على الاستفزاز .. لن ينجر إلى العنف والاحتراب .. و لن يسمح للفتنة بالتسرب من فزاعات الإقليمية و العشائرية والمناطقية .. !!
الأردنيون ماضون بكل ما هم عليه من حكمة وحضارية .. في استنقاذ مشروعهم الإصلاحي السلمي حتى إنجازه .. !!

وعليه فإن "الحكومة القادمة" مطالبة  - بحكم ولايتها الدستورية – بأن تكون حكومة إنقاذ وطني.. لتعيد للوطن صورته البهية .. وأن تتشكل من أشخاص لم تتلوث ذممهم بالفساد .. أشخاص يؤمنون بالإصلاح والديمقراطية ..

الحكومة القادمة مطالبة أيضاً بالقيام  بواجبها في إنقاذ الوطن من كل ما لحق به من أذى العابثين .. وإنهاء "نهج التفرد والإقصاء واحتكار السلطة والنفوذ" وإلى غير رجعة .. وأن تسحب كل صواعق التفجير التي زرعتها ثقافة البلطجة التي أنهكت الوطن والمواطن .. وأسقطت هيبة الدولة .. قال تعالى  [ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ]

 الأردنيون يعشقون الأردن .. كما يعشقون الكرامة والحرية .. ويريدون دولة عادلة نزيهة يباهون بها دول الأرض كلها.. !!

eidehqanah@yahoo.com


الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

نوبل للسلام .. في حضرة الربيع العربي .. والمرأة المسلمة


نوبل للسلام .. في حضرة الربيع العربي .. والمرأة المسلمة
د.عيدة المطلق قناة

ذات هزيمة ، وخروج من التاريخ .. تمكنت دولاً بعينها - في هذا العالم - من إعادة رسم خرائط  هذه المنطقة.. فأقامت دولاً وألغت أخرى .. واسترزعت شعوباً واقتلعت أخرى.. واستباحت أوطاناً ونهبت ثورات .. وسفهت الدين والحضارة .. وأدانت إنسان هذه المنطقة - حتى بلون بشرته- دون أن تدع له فرصة لإثبات براءته ..

خضعت المنطقة عقوداً بل قروناً لقهر الاحتلال والعدوان والتقطيع والاستباحة .. وتعرضت أمتنا خلالها لأسوأ أشكال العنصرية والقهر والاستباحة وتصنيع الأنظمة .. واستزراع الحكام .. إلى أن بات العالم على قناعة تامة بأنه يتعاطى مع شعوب من ورق .. يمزقها متى شاء .. ويخربش عليها متى شاء وبما شاء.. ويحرقها متى شاء .. 

أما الصورة التي رسمها للمرأة العربية والمسلمة لعلها الأشد بؤساً .. فما أكثر ما تعرضت له المرأة من الإهانة والتشويه في إعلامهم وآدابهم .. حتى باتت صورة هذه المرأة في إعلامهم ومناهجهم وأدابهم تراوح ما بين  "مملوكة ..خانعة .. ذليلة ..معنفة - من جهة-  و"تابعة .. تافهة .. فارغة .. بلا عقل .. ولا رأي .. ولا موقف ولا إرادة  ولا شخصية" من جهة أخرى .. وفي أحسن الأحوال فإنها مضطهدة تنتظر المنقذ الخارجي لتحريرها " على أن تبدأ معركة التحرير هذه بتحريرها من الحجاب.. ولا ندري أين يمكن أن تتوقف عملية التحرير هذه إذ تتكاثر المطالب التحررية مع الأيام حتى أخذت تحمل في كل يوم عنواناً جديداً ً ) !!

وبينما كان العالم يستمتع بنجاحاته وعنصريته في مسخ هذه الأمة وتدمير شخصيتها وهويتها على يد الأنظمة التي استزرعها .. فوجئ بهدير لم يعرف له مثيلا ًمن قبل .. فاستفاق على  ربيع هذه الأمة وهو يسارع الخطى عبر هذه الجغرافيا الممتدة مابين    المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي .. ومن طرابلس إلى خليج عدن .. فيورق في المكان - الذي حسبوا أنه استحال إلى مقبرة كبرى يصعب انبعاثها - .. !!

وفي غمرة المفاجأة اكتشف العالم أن إنسان هذه المنطقة قد تمرد على كل النصوص .. فأبدع نصه ،  وحدد هدفه .. وأعاد تنصيب بوصلته .. ويصبح "محمد البو عزيزي" إيقونة لهذا الربيع الذي أطاح في فترة قياسية ثلاثاً من أعمدة الاستبداد – التي لم تكن يوماً من سدى هذه المنطقة ولا من لحمتها – وبات الرابع والخامس من هؤلاء قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة المؤكدة.. وهاهو سابعهم وحتى آخرهم بالانتظار..!!

لقد اكتشف العالم أن هذا الربيع العربي أفشل تاريخاً  طويلاً من التآمر والاحتلال والتشويه، وأبطل مفاعيله .. فهذه الأمة ظلت عصية على التفكيك الذي أرادوه .. وأثبت إنسانها بأنه لم يكن قابلاً للقسمة .. ولم تتحول الشعوب– كما أرادوها - إلى شراذم متدابرة متصارعة من  الطوائف والقبائل والإثنيات، تتنابذ بالإلقاب ، وتحترب على الماء والكلأ!!

فاضطر هذا العالم - لأول مرة - للاعتراف والصدق مع الذات .. وأخذت الاعترافات تتوالى .. فهذا "أوباما" (رئيس الدولة الأعظم ) يعرب عن تطلعه إلى أن يتتلمذ شباب "دولته الأعظم " على أيدي ثوار ميدان التحرير في القاهرة .. !!

وهذه "مجلة التايم الأمريكية " تختار الشابة " اليمنية العربية المسلمة المحجبة " (توكل كرمان ) في المرتبة الأولى لأكثر النساء ثورية في التاريخ.. وفي المرتبة الثالثة عشر في قائمة أكثر مائة شخصية مؤثرة في العالم .. وتصنف من ضمن أقوى 500 شخصية على مستوى العالم.. !!

وتصل أصداء الإعجاز العربي ومنجزات ربيعه إلى "أوسلو" (عاصمة نوبل وموطنها) .. وتأخذ ترشيحات الجائزة طريقها إلى هناك .. فتحتل أسماء بعض رموز هذا الربيع العربي مساحة مهمة فيها .. وبإعجاب وانبهار يتم التداول بأسماء المرشحين والمرشحات الذين كان من بينهم .. " الشعب التونسي .. الشعب المصري .. وائل غنيم .. أسماء محفوظ.. إسراء عبد الفتاح .. لينا بن مهني .. توكل كرمان .. وربما آخرين .. ليكون الاختيار الصعب .. فتفوز "توكل كرمان " بجائزة السلام ولتكون "أصغر امرأة وأول عربية" تفوز بهذه الجائزة الرفيعة فتخترق كل جدران العنصرية والكراهية والتعصب .. و كل التابوهات والتشوهات التي حاولوا فرضها على أمتنا بعامة ونسائها بخاصة.. وتنتزع اعترافاً رفيعاً بإنسان هذه المنطقة .. بنفس المقدار الذي تنتزع فيه اعترافاً عزيزاً بجدارة "المرأة العربية المسلمة المحجبة" ..  !!

"توكل كرمان" نموذج طيب كشف عنها الربيع العربي .. فأنعم به ربيعا .. وبوركت كرمان وأخواتها وإخوانها على مدى هذه الجغرافيا الرائعة !!!

وطوبى لكل الشهداء الذي جاءوا لأمتنا بهذا الاعتراف العزيز  .. وحققوا لإنساننا العربي كل هذه الكرامة .. والاحترام والمصداقية!!

وطوبى للمرأة العربية المسلمة إذ تخرج على أقانيم الهزيمة والإحباط والخوف والدونية.. احتراماً لكينونتها الإنسانية .. ووفاء لمثلها وقيمها وهويتها .. ويقينا ً بنصر الله ورفعة الأمة والأوطان ..!!

eidehqanah@yahoo.com
http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=8540855341635725478

صور رائعة لمزارع الورد في هولندا | دنيا الوطن

الجمعة، 7 أكتوبر 2011

الثورة السورية .. بين رحى الرعب والمواقف الإشكالية

الثورة السورية .. بين رحى الرعب والمواقف الإشكالية 
 د. عيدة المطلق قناة

منذ انطلاقة الثورة السورية المباركة في الخامس عشر من مارس ، والشعب السوري  يتعرض لأبشع أساليب القمع ينفذه تحالف – غير مقدس -  من الجيش وعشرات التنظيمات الأمنية وفرق الشبيحة والإعلام الحكومي وأبواق النظام في الداخل والخارج.. حملة وجهت كافة الأسلحة بدءاً من البلطات والهراوات وصولاً إلى الدبابات والطائرات والبوارج وما بينها .. وحتى المبيدات .. !! 

تشابكت مفردات المشهد السوري .. فشملت قصف البر والبحر والجو.. واقتحامات متكررة للمدن والقرى الواحدة تلو الأخرى .. حملات تمشيطية ومداهمات للمنازل و ترويع الآمنين .. استهداف ممنهج للأطفال والنساء والشيوخ .. اقتراف لأقذر الجرائم وتعذيب الناس والتنكيل بهم على مرأى العالم وسمعه !!

استباحة لكل المحرمات.. وتطاول على كل مقدس من تدمير للمآذن والمساجد والمدارس والمستشفيات ؛ حتى بات إعدام الجرحى هو الحل .. وقطع متكرر للتيار الكهربائي عن المستشفيات أدى إلى وفاة نزلائها من الرضع والخدج .. ناهيك عن وقوف القناصة بالمرصاد لطواقم الإسعاف
وحتى المقابر لم تسلم من هذه السادية !!

قتل متعمد  للمتظاهرين حتى نال من العلماء والعقول .. وصل حد الإبادة والمقابر الجماعية تنتشر على مساحة الجغرافيا السورية !!

اختطاف واختفاء أشدها إيلاماً اختطاف الفتيات والأطفال ...!! ولعل أفظعها اختطاف شقيقات المعارضين واغتصابهن والتنكيل بهن وقتلهن أو إلقائهن في البساتين وهن بحالة صحية حرجة جدا لإجبار الملاحقين على تسليم أنفسهم !!

سادية - غير مسبوقة – قوامها التنكيل الفظيع بالضحايا والموت تحت التعذيب ركلاً وضربا ً ورقصاً على الأجساد ؛  وشتماً وتحقيراً للمعتقدات .. وما بعد الموت تمثيل بالجثث وسرقة للأعضاء – كيف لا ومن بين الشبيحة أطباء متخصصون بسرقة الأعضاء !!

جرائم لا يحتملها عقل ولا يقبل معها السكوت .. ومنظمة العفو الدولية تعلن بأن لديها تقارير تفيد "بوفاة  (103 حالات) أثناء الاحتجاز منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا في مارس آذار هذا العام ضد حكم الرئيس بشار الأسد... منها خمس عشرة حالة وقعت منذ أواخر أغسطس حتى أواخر سبتمبر وتحمل الجثث آثار ضرب وأعيرة نارية وطعن" !!

آلة قمع رهيبة لم ترحم أحداً حتى الأطفال .. فالتنكيل بالأطفال فعل مقصود لترهيب المحتجين .. وتؤكده التقارير الدولية التي وثقت  مقتل مائة وخمسين صبياً في التظاهرات دون سن الخامسة عشرة من العمر  - حتى الآن-  وإجبار أهاليهم على التوقيع على إقرارات تبرّئ الحكومة وتحيل دماء هؤلاء على ذمة العصابات المسلحة .. ناهيك عن آلاف المفقودين حتى تاريخه !!

إن مشهد الرعب المركب هذا يؤكد  " الذهنية الجرائمية للنظام السوري" كما يضعنا أمام فواجع مروعة وصادمة ..ورغم ذلك فالمشهد تعتوره إشكاليات عديدة لعل أهمها يتجلى في فهم بعض المواقف ونكتفي بالإشارة إلى ثلاث منها :

الأول: علماء السلاطين و" ترزية الفتاوى " .. ونعجب من علماء يفتون بـ "تحريم الخروج على حاكم يقتل شعبه وينتهك حرماته .. ويقود نظاماً للرعب فيغتال الأطفال ، ويغتصب النساء، وينكل بالضحايا !!

فما يتحفنا به هؤلاء من فتاوى تثير القلق وتنال من الثقة والمصداقية بمؤسسات الفتوى ذاتها  .. ؟؟ واختلطت على العامة الأمور خاصة وهم يشهدون التطاول المتكرر على مقدسات الأمة ودينها ورموزها وقيمها ، وما يجري من التدمير الممنهج للمساجد والمآذن ناهيك عن المداهمات المتكررة للمساجد وقتل المصلين داخلها، إلى جانب ما نشهده من تعذيب للضحايا ، وإكراههم تحت التعذيب على ترديد شعارات كفرية.. تؤله الطواغيت وزبانيتهم؟؟  ..

الثاني : فريق المترددين وأصحاب المواقف المتعارضة من ثورات الربيع العربي ، فما ينشدونه من حرية وعدالة وكرامة يسعون لتحقيقها بمختلف الوسائل والسبل ( في الأردن على سبيل المثال لا الحصر) ، يصبح في سوريا مؤامرة خارجية تنفذها عصابات مسلحة عميلة ومندسة.. كيف لا والنظام السوري نظام ممانعة ومقاومة ؟؟؟ ) 
لم نسمع من هذا الفريق أي موقف استنكاري لأي من الجرائم ومشاهد التعذيب التي تنفذ في الشوارع والمدارس وعلى مرأى ومسمع الناس !! ألا يخشى هؤلاء لعنة التاريخ إذ هم يصمتون على إهانة شيبة الشيوخ ، وانتهاك طهر الطفولة وشرف الأعراض، وقداسة المعتقدات؟؟

أما الثالث : فهو الجيش :  لقد كشف الربيع العربي تبايناً في عقائد الجيوش العربية ، فمنها من حافظ على شرف عسكريته وعقيدته التي تربى عليها في حماية الشعب والوطن ضد أي عدوان خارجي أو داخلي وتحريره من أي احتلال قد يقع على الوطن أو على أي جزء من هذا الوطن..  ومنها من اختار أن يكون جيشاً لعائلة / عصابة احتلت هذه الأوطان ؟

هذه الجيوش مطالبة.. والتوقف عن استخدام القوة، ورفض أوامر القتل و التعذيب و البطش، ووضع  حد للمسلسل الإجرامي و نزيف الدماء والانحياز للكرامة والحرية والعدل.. بمقدار ما هي  مطالبة بصيانة الاستقلال الوطني .. واستعادة دورها وعقيدتها وهيبتها!!

شعوبنا إذ اختارت الموت على المذلة،  لم تعد ترهبها الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود وهي تذرع الشوارع والأحياء .. وها هي تستعيد أوطانها الواحد تلو الآخر ..  ولن تكون سوريا – أو أي وطن عربي آخر - استثناء..!!

لقد اختارت أمتنا أن تكون سيدة بين الأمم وشامة رائعة على جبين البشرية .. فمن يصنع الحرية لا يعود للعبودية .. ومن عرف معنى الكرامة لا يرضى بالذلة.. !!
و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

eidehqanah@yahoo.com