الجمعة، 29 أبريل 2011
الخميس، 28 أبريل 2011
الأربعاء، 27 أبريل 2011
الثورة السورية .. صناعة وطنية بامتياز
د. عيدة المطلق قناة
يوما بعد يوم تتسع مساحات الغضب الشعبي العربي .. والمشهد الثوري العربي يحتشد بكثير من الحقائق المؤلمة .. إذ أن ثمة ظلم فاحش تعانيه شعوبنا من استبداد لا يرعوي .. ومن مستبدين يجمعهم الغباء حيناً والاستغباء حيناً آخر .. وطغاة يقفزون على حقائق التاريخ والتطور الإنساني المذهل ..وعلى حقائق الدين والحضارة .. ظانين أنهم بذلك يستطيعون الاستمرار في استغفال الشعوب ، والمضي بها حتى أدنى مستويات التخلف والضعف .. !!
طغاة حولوا الأوطان إلى بضاعة يمكن جلبها ساعة عسرة إلى أي مستنقع يريدون .. طغاة ألغوا معادلة الشعب والحكم العادل .. لصالح معادلة العبيد وحكم العائلة .. هم ذاتهم تم استنساخهم واستزراعهم على امتداد هذه الجغرافيا المستباحة !!.
المشهد السوري الذي نحن بصدده ما هو إلا مقطع طولي وعرضي من المشهد العربي الإسلامي الأوسع ..
فسوريا - بما تعنيه من موقع ودور وتاريخ ومستقبل وتأثير - تقف اليوم على مفترق طرق خطير ومصيري .. فقد انتفض الشعب السوري من درعا وحتى معرة النعمان ومن دير الزور إلى اللاذقية على نصف قرن من الفساد والرشوة .. انتفض ضد الفقر والبطالة والتمييز والانتهاك المستدام لحقوقه الطبيعية .. انتفض من أجلا حقه في التنمية واستعادة أمواله وثروات وطنه المنهوبة التي بددها وحش الفساد ..!!
انتفص على أقانيم الاستئثار والإقصاء والتهميش .. على الخوف والقهر وقمع النظام الأمني المريع.. انتفض من أجل الحرية والخروج من السجن الكبير ؛ ومن كل السجون السرية والعلنية (المنتشرة على مساحة الوطن) التي يقبع فيها مئات الآلاف من معتقلي الرأي والمفقودين والمختفين قسرياً .. انتفض من أجل عودة مئات آلاف السوريين المهجرين، من المثقفين والأكاديميين ورجال الأعمال الممنوعين من العودة لأوطانهم ..!!
انتفض ضد البيروقراطية العقيمة التي رسخت منظومة الفساد والاستئثار والهيمنة.. ومن أجل الانفتاح والتغيير والإصلاح الذي يستعصي على التحقق رغم الوعود المتكررة .. انتفض ضد الحلف غير المقدس بين أجهزة الأمن ورجال الأعمال والسياسيين.. وعلى غيرها من الانتهاكات التي مورست عبر أطول حالة طوارئ في التاريخ الإنساني .. !!
انتفض الشعب السوري برقي وحضارية .. أما ردة فعل النظام فقد جاءت – منسجمة مع تاريخه الأسود - لقد أوغل النظام في البدائية والوحشية .. مفرطا بالقتل والترويع والبطش.. فمنذ اللحظة الأولى لتلك الانتفاضة واجه النظام المتظاهرون بالرشاشات .. والقنص العشوائي .. قتل المئات من الشباب وحتى الأطباء والمسعفين والأطفال.. دنس المساجد ، واقتحمها بزعم إيواء مندسين وإرهابيين .. وفي درعا تم إعدام "الجندي" – ابن تل كلخ – لا حترامه قدسية المسجد العمري ورفضه إطلاق النار على المصلين فيه.. !!
لقد سال في هذا الثورة دم كثير وفي كل مكان وارتكب النظام المجازر - حتى فاقت حصيلتها في يوم واحد المئة والعشرين شهيداً سالت دماؤهم على مساحة القطر السوري كله.. !!
مارست أجهزة النظام كل أفانين التعذيب - المدانة والمحرمة- وضرب المتظاهرون بالهراوات والخناجر والعصي لإخافتهم وتفريقهم .. ومن ثم بالرصاص والدبابات .. كما انتهكت كل حقوق الإنسان حتى تعطيل الاتصالات وحجب المواقع الإلكترونية !!
وبعد ذلك كله .. نحد أنفسنا اليوم أمام أزمة فكرية أخلاقية.. إذ يخرج علينا ثلة من مثقفينا يطعنون الثوار في الظهر .. ليجلد هؤلاء بسياط بني جلدتهم مرتين الأولى من أجهزة الأنظمة.. والثانية من بعض المثقفين والمنظرين الذين راحوا يشككون بوطنيتهم ومصداقيتهم.. !
أليس من المعيب أن يروج المثقفون لمزاعم الأنظمة القمعية .. في توجيه اتهامات العمالة والتآمر .. وتنفيذ الأجندات الخارجية لشباب الثورات الرائعين؟؟ ..
فلماذا كل هذه الإساءات المتكاثرة لدماء الشهداء التي بذلت من أجل حريتنا نحن .. ومن أجل مستقبل مشرق لأبنائنا.. ومن أجل أن نحيا كراماً في وطن عزيز حر.. ؟؟
أليس في هذا الموقف ضد ثوار أمتنا تفويض لأنظمة القمع باجتراح المزيد من القتل في الساحات والشوراع .. وبعد ذلك نعود إلى مقاهينا نمارس فيها هواية التنظير للوحدة والقومية والوطنية ومقارعة الامبريالية ؟؟
إن ما يوجه من انتقادات واتهامات لقوى الثورة العربية وفي مقدمتها الثورتين الليبية والسورية إنما يشكل إساءة عميقة للأمة بكاملها .. فهذه الأمة هي من أنجب هؤلاء الثوار الذين يطلقون عليهم مسميات "الخونة والعملاء والمندسين والإرهابيين" – حاشا لله -!!!
إن الشباب العربي الثائر –يجترح اليوم المعجزات .. فهو عبر هذا الطوفان الثوري يحدث حالة من الصدمة والترويع تنتقل وفق "قاعدة الأواني المستطرقة" من بلد إلى آخر .. ومن سيدي بوزيد إلى درعا .. !!
ففي ظل ذهول الأنظمة تنطلق ملايين الحناجر الشابة تهتف للحرية والعدل والحق .. تهتف للوطن، والوحدة .. وتحتفي بالشهادة والشهداء .. وتندد بالفساد والسرقة والرشوة .. وتنادي بسقوط دولة الاستبداد والقتل والقمع .. !!
ثورة الشباب نجحت – حيث فشل المنظرون - في توحيد الأمة .. إذ أحبطت – وهي تحكم الأصنام التي عادت لتنتصب من جديد في الساحات والميادين العربية الإسلامية- كل الفتن واسقطت كل الفزاعات التي استلتها الأنظمة من أغمادها .... !!
لقد أدهشت ثورة الشباب العربي كل العالم .. ونجحت في استقطاب استجابات شعبية واسعة.. وحافظت على صعودها بالمثابرة والتضحية والصمود وأبدعت في وسائلها وطروحاتها على نحو لم يكن ليخطر ببال حتى مفجريها ..!!
أما بالنسبة للثورة السورية فإن العالم بأسره يشهد بأن هذه الثورة انطلقت من داخل سوريا وحدها لتكون صناعة سورية وطنية بامتياز ..لا صناعة أيد عابثة خارجية ..!!
الثورة السورية هي صناعة حضارية راقية لا فتنوية .. ولا صناعة عصابات مندسة أو إرهابية .. إنها صناعة سلمية .. لا صناعة عنفية أو مسلحة .. !!
إنها ثورة من أجل مستقبل مختلف لا مجال فيه لمعادلات الفساد والظلم والقمع والاستبداد.. وما تفرضه من آفات الجبن والصمت ، والركوع والانحناء .. مستقبل سداه الحق والعدل والكرامة .. ولحمته الحرية والاحترام .. مستقبل تقوم فيه دولة القانون والمؤسسات .. وحكومة الشعب كل الشعب .. وبرلمان الشعب كل الشعب ..
وعليه فإننا في محراب الثورة ... أمام طهر الشهادة وعلى وهج الدماء الطاهرة .. "لنقل خيراً أو نصمت" !!
eidehqanah@yahoo.com
يوما بعد يوم تتسع مساحات الغضب الشعبي العربي .. والمشهد الثوري العربي يحتشد بكثير من الحقائق المؤلمة .. إذ أن ثمة ظلم فاحش تعانيه شعوبنا من استبداد لا يرعوي .. ومن مستبدين يجمعهم الغباء حيناً والاستغباء حيناً آخر .. وطغاة يقفزون على حقائق التاريخ والتطور الإنساني المذهل ..وعلى حقائق الدين والحضارة .. ظانين أنهم بذلك يستطيعون الاستمرار في استغفال الشعوب ، والمضي بها حتى أدنى مستويات التخلف والضعف .. !!
طغاة حولوا الأوطان إلى بضاعة يمكن جلبها ساعة عسرة إلى أي مستنقع يريدون .. طغاة ألغوا معادلة الشعب والحكم العادل .. لصالح معادلة العبيد وحكم العائلة .. هم ذاتهم تم استنساخهم واستزراعهم على امتداد هذه الجغرافيا المستباحة !!.
المشهد السوري الذي نحن بصدده ما هو إلا مقطع طولي وعرضي من المشهد العربي الإسلامي الأوسع ..
فسوريا - بما تعنيه من موقع ودور وتاريخ ومستقبل وتأثير - تقف اليوم على مفترق طرق خطير ومصيري .. فقد انتفض الشعب السوري من درعا وحتى معرة النعمان ومن دير الزور إلى اللاذقية على نصف قرن من الفساد والرشوة .. انتفض ضد الفقر والبطالة والتمييز والانتهاك المستدام لحقوقه الطبيعية .. انتفض من أجلا حقه في التنمية واستعادة أمواله وثروات وطنه المنهوبة التي بددها وحش الفساد ..!!
انتفص على أقانيم الاستئثار والإقصاء والتهميش .. على الخوف والقهر وقمع النظام الأمني المريع.. انتفض من أجل الحرية والخروج من السجن الكبير ؛ ومن كل السجون السرية والعلنية (المنتشرة على مساحة الوطن) التي يقبع فيها مئات الآلاف من معتقلي الرأي والمفقودين والمختفين قسرياً .. انتفض من أجل عودة مئات آلاف السوريين المهجرين، من المثقفين والأكاديميين ورجال الأعمال الممنوعين من العودة لأوطانهم ..!!
انتفض ضد البيروقراطية العقيمة التي رسخت منظومة الفساد والاستئثار والهيمنة.. ومن أجل الانفتاح والتغيير والإصلاح الذي يستعصي على التحقق رغم الوعود المتكررة .. انتفض ضد الحلف غير المقدس بين أجهزة الأمن ورجال الأعمال والسياسيين.. وعلى غيرها من الانتهاكات التي مورست عبر أطول حالة طوارئ في التاريخ الإنساني .. !!
انتفض الشعب السوري برقي وحضارية .. أما ردة فعل النظام فقد جاءت – منسجمة مع تاريخه الأسود - لقد أوغل النظام في البدائية والوحشية .. مفرطا بالقتل والترويع والبطش.. فمنذ اللحظة الأولى لتلك الانتفاضة واجه النظام المتظاهرون بالرشاشات .. والقنص العشوائي .. قتل المئات من الشباب وحتى الأطباء والمسعفين والأطفال.. دنس المساجد ، واقتحمها بزعم إيواء مندسين وإرهابيين .. وفي درعا تم إعدام "الجندي" – ابن تل كلخ – لا حترامه قدسية المسجد العمري ورفضه إطلاق النار على المصلين فيه.. !!
لقد سال في هذا الثورة دم كثير وفي كل مكان وارتكب النظام المجازر - حتى فاقت حصيلتها في يوم واحد المئة والعشرين شهيداً سالت دماؤهم على مساحة القطر السوري كله.. !!
مارست أجهزة النظام كل أفانين التعذيب - المدانة والمحرمة- وضرب المتظاهرون بالهراوات والخناجر والعصي لإخافتهم وتفريقهم .. ومن ثم بالرصاص والدبابات .. كما انتهكت كل حقوق الإنسان حتى تعطيل الاتصالات وحجب المواقع الإلكترونية !!
وبعد ذلك كله .. نحد أنفسنا اليوم أمام أزمة فكرية أخلاقية.. إذ يخرج علينا ثلة من مثقفينا يطعنون الثوار في الظهر .. ليجلد هؤلاء بسياط بني جلدتهم مرتين الأولى من أجهزة الأنظمة.. والثانية من بعض المثقفين والمنظرين الذين راحوا يشككون بوطنيتهم ومصداقيتهم.. !
أليس من المعيب أن يروج المثقفون لمزاعم الأنظمة القمعية .. في توجيه اتهامات العمالة والتآمر .. وتنفيذ الأجندات الخارجية لشباب الثورات الرائعين؟؟ ..
فلماذا كل هذه الإساءات المتكاثرة لدماء الشهداء التي بذلت من أجل حريتنا نحن .. ومن أجل مستقبل مشرق لأبنائنا.. ومن أجل أن نحيا كراماً في وطن عزيز حر.. ؟؟
أليس في هذا الموقف ضد ثوار أمتنا تفويض لأنظمة القمع باجتراح المزيد من القتل في الساحات والشوراع .. وبعد ذلك نعود إلى مقاهينا نمارس فيها هواية التنظير للوحدة والقومية والوطنية ومقارعة الامبريالية ؟؟
إن ما يوجه من انتقادات واتهامات لقوى الثورة العربية وفي مقدمتها الثورتين الليبية والسورية إنما يشكل إساءة عميقة للأمة بكاملها .. فهذه الأمة هي من أنجب هؤلاء الثوار الذين يطلقون عليهم مسميات "الخونة والعملاء والمندسين والإرهابيين" – حاشا لله -!!!
إن الشباب العربي الثائر –يجترح اليوم المعجزات .. فهو عبر هذا الطوفان الثوري يحدث حالة من الصدمة والترويع تنتقل وفق "قاعدة الأواني المستطرقة" من بلد إلى آخر .. ومن سيدي بوزيد إلى درعا .. !!
ففي ظل ذهول الأنظمة تنطلق ملايين الحناجر الشابة تهتف للحرية والعدل والحق .. تهتف للوطن، والوحدة .. وتحتفي بالشهادة والشهداء .. وتندد بالفساد والسرقة والرشوة .. وتنادي بسقوط دولة الاستبداد والقتل والقمع .. !!
ثورة الشباب نجحت – حيث فشل المنظرون - في توحيد الأمة .. إذ أحبطت – وهي تحكم الأصنام التي عادت لتنتصب من جديد في الساحات والميادين العربية الإسلامية- كل الفتن واسقطت كل الفزاعات التي استلتها الأنظمة من أغمادها .... !!
لقد أدهشت ثورة الشباب العربي كل العالم .. ونجحت في استقطاب استجابات شعبية واسعة.. وحافظت على صعودها بالمثابرة والتضحية والصمود وأبدعت في وسائلها وطروحاتها على نحو لم يكن ليخطر ببال حتى مفجريها ..!!
أما بالنسبة للثورة السورية فإن العالم بأسره يشهد بأن هذه الثورة انطلقت من داخل سوريا وحدها لتكون صناعة سورية وطنية بامتياز ..لا صناعة أيد عابثة خارجية ..!!
الثورة السورية هي صناعة حضارية راقية لا فتنوية .. ولا صناعة عصابات مندسة أو إرهابية .. إنها صناعة سلمية .. لا صناعة عنفية أو مسلحة .. !!
إنها ثورة من أجل مستقبل مختلف لا مجال فيه لمعادلات الفساد والظلم والقمع والاستبداد.. وما تفرضه من آفات الجبن والصمت ، والركوع والانحناء .. مستقبل سداه الحق والعدل والكرامة .. ولحمته الحرية والاحترام .. مستقبل تقوم فيه دولة القانون والمؤسسات .. وحكومة الشعب كل الشعب .. وبرلمان الشعب كل الشعب ..
وعليه فإننا في محراب الثورة ... أمام طهر الشهادة وعلى وهج الدماء الطاهرة .. "لنقل خيراً أو نصمت" !!
eidehqanah@yahoo.com
الأربعاء، 20 أبريل 2011
ثورة اليمن .. بين الإصرار والمرواغة
د. عيدة المطلق قناة
الثورة تجتاح الأمة من محيطها إلى خليجها .. وفي هذا المشهد الثوري العربي تتفاوت حدة الأزمات كما تتفاوت السيناريوهات والمآلات .. ولكن وعلى الرغم من هذه التفاوتات فإن هناك أوجه شبه عديدة سواء بين شباب الثورات ... أو ردود أفعال الأنظمة !!
وعليه فإن المشهد اليمني ليس استثناء .. فحين التحق الشباب اليمني بربيع الثورات السلمية العربية.. كان قد بلغ بهم الاحتقان حد الانفجار .. ثلاثة عقود ونيف من عمر النظام امتدت من (17/7/ 1978.. وحتى يومنا هذا) جاءت حصيلتها حافلة بكل أسباب الثورة والتغيير .. إذ لم ينجح هذا النظام في إخراج اليمن من أي من أزماتها .. بل أصبح اليمن اليوم يعاني من مشكلات سياسية واقتصادية أكثر استعصاء ومن معضلات بنيوية أشد تعقيداً.. وربما يكفي منها بند الفساد المالي وحده ليكون سبباً في تفجير صاعق الثورة .. فإن صحت مزاعم التقديرات الأجنبية، فإن هذه التقديرات تتحدث عن أرقام فلكية ( مليارية ) لثروة "الرئيس على صالح – بمفرده" فضلا عن ثروات أفراد عائلته ومن يحيط به .. وهي ثروات كافية لإنقاذ اليمن من كل أزماته ومعضلاته الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية .. وهي الثروات موزعة – بحسب هذه المصادر وعلى ذمتها - على شكل أرصدة بنكية خاصة واستثمارات متنوعة وقصور فارهة ومنتجعات وشاليهات سياحية في مختلف دول العالم وأسهم في شركات سيارات عالمية..!!
وبعيدا عن مصيدة المصادر الأجنبية .. فاليمنيون يتحدثون عن قصة فساد معقدة ومتعددة الأوجه ويؤكدون بأن الفساد بات بنيوياً يسكن معظم مفاصل الدولة اليمنية .. حتى حول اليمن إلى "عزبة خاصة" تتقاسمها أسرة حاكمة ونفر قليل من اليمنيين يتولون جل مقدراتها ويستحوذون على جل المناصب القيادية والمتوسطة من سياسية وأمنية واقتصادية ودبلوماسية ..!! كما يؤكدون بأن هذا الفساد بلغ حد التفريط بـ"سيادة اليمن وترابه الوطني"... ويستشهدون على ذلك بأن تمرير "توقيع اتفاقية الحدود مع السعودية جرى بطريقة غير دستورية، حيث بيعت مناطق جيزان وعسير ونجران والوديعة للسعودية، وهي المناطق اليمنية التي كان قد أجرها "الإمام" لآل سعود وفقا لاتفاق الطائف عام 1934"... كما يؤكدون بأن "السعودية دفعت مليارات الدولارات لإغلاق ملف الحدود" .. ويتساؤلون بدورهم عن مصير هذه المليارات التي دفعت ثمناً لترابهم الوطني؟؟ ..
أما الفساد السياسي فقد انتهى بالبلاد إلى ديمقراطية شكلية يتم وفق آليات التزوير وتفصيل التشريعات الخاصة وصناعة المجالس النيابية والمحلية .. وفق مقاسات تضمن نظام الحكم وتفرده في السلطة .. !!
إن مجرد شبهة الفساد وما يدور بين اليمنيين وما يتناقله الإعلام من تفصيلات وحيثيات ربما تفسر ردود فعل النظام التي اتسمت– كردات نظرائه ومن سبقوه - بالمماطلة والمراوغة وشراء الوقت .. والمبالغة بإطلاق الفزاعات بدءاً من فزاعة الانفصال .. مروراً بفزاعة القاعدة .. وفزاعة التدخل الإيراني .. وليس انتهاء بفزاعة الفوضى حتى بلغ به الأمر حد اللعب بورقة الدين والتحريض على نساء اليمن بحجة تجاوزهن على قواعد الحلال والحرام في الشريعة الإسلامية .. إلى جانب تنفيذ حفلات للقنص ..والقتل ..والخنق .. والتسميم .. وإطلاق الغازات المحرمة .. بحق شباب اليمن "الرائع" الذي لون الجغرافيا اليمنية بالدم وحب الوطن وعشق الكرامة والحرية .. وإرهابه بالقتل أو الإعاقات المستدامة ...!!
لقد نجح الشباب الثورات العربية في إسقاط كل ما أطلقته الأنظمة من فزاعات .. وعلى خطاهم نجح ثوار اليمن كذلك في إسقاط فزاعات النظام المتعددة والمتزايدة .. وأدركوا أن كل ما يطرحه النظام .. وما يبديه من تعنت ومراوغة .. ماهو إلا جزء من عملية متعددة الحلقات لشراء الوقت بما يسمح بترتيب الأوراق لخروج هذا النظام بشكل آمن مع ضمانات تقدمها دول العرب والغرب بعدم الملاحقة الجنائية لرأس النظام ورموزه .. فضلا عما تعنيه من مساع خبيثة لإجهاض هذا المسار السلمي العظيم للثورة العربية الكبرى وإخراجها عن مراميها ومساراتها والزج بها نحو العسكرة والعنف الدموي.. لعلها تكبح باقي الساحات العربية التي بدأت تشهد إرهاصات ثورية قادمة لا محالة !!
فكان الرد اليمني الحكيم بالإصرار على سلمية الثورة وحضاريتها .. وأخلاقيتها .. وإبداع المزيد من الوسائل والأدوات والشعارات .. والوعي الرفيع والعميق على كل ما تحت السطور في المبادرات المطروحة .. والتمسك بحقوقهم ومطالبهم المشروعة وأولها حقهم في الملاحقة والمساءلة لكل من سفك دمهم وأهدر مقدراتهم وكرامتهم الوطنية والإنسانية .. هاهم شباب التغيير في اليمن ماضون نحو الحرية والعدالة ..واقتلاع الفساد .. وإسقاط دولة القمع والاستبداد والديكتاتورية .. وإقامة دولة الحق والقانون والمساواة .. !! مما يجعلنا على يقين بأن الفصل الذي يكتبه اليوم "ثوار اليمن" سوف يشكل إضافة نوعية إلى سفر الثورة العربية المعاصرة.. ويرسم صورة مبهرة لهذا الزمان العربي الجميل .. !!
eidehqanah@yahoo.com
الثلاثاء، 19 أبريل 2011
الأربعاء، 13 أبريل 2011
المشهد الأردني وأزمة الإصلاح
د. عيدة المطلق قناة
الساحة السياسية الأردنية ما أن تخرج من أزمة حتى تدخل في أخرى.. ففي غضون الأسابيع الثلاثة الأخيرة مرت هذه الساحة بأكثر من أزمة .. .. فتداعيات يوم الجمعة الخامس والعشرين من آذار ما زالت تتوالى.. إذ أن معظم عمليات البلطجة مازالت "مقيدة ضد مجهول" .. هناك تصعيد غير محمود في أسباب التوتر .. وقد بلغ ذروته بإحالة 87 شاباً من شباب ( 24 آذار) - قبل أن تلتئم جراحاتهم- إلى محكمة "الجنايات الكبرى" ..من بينهم الأسير المحرر "سلطان العجلوني "..
المشهد مأزوم بكثير من التفاصيل والسلوكيات المستهجنة.. ويطرح عشرات المخاوف.. وعشرات التساؤلات إذ لا نستيطع أن نجد لها إجابة .. لعل من أهمها : التساؤل عن الجناية التي ارتكبها هؤلاء الشباب حتى استحقوا الإحالة إلى محكمة الجنايات الكبرى؟؟
هذا التساؤل يولد بدوره تساؤلات إشكالية حول حقوق المواطن وحرياته وأمنه ... فهل ممارسة الحق في الاعتصام جناية ؟؟ وهل المطالبة بمحاربة الفساد والفاسدين جناية لم نتعرف عليها بعد في قانون العقوبات الأردني؟؟ أم أن الجناية الكبرى التي ربما تستحق الإعدام هي المطالبة الملحة برفع القبضة الأمنية الحديدية عن الجامعات ؟؟ فهل هذا المطلب بات أم الكبائر؟؟
إضافة إلى أن ما يعتور المشهد من تباطؤ سلحفائي في عملية الإصلاح .. عبر عمليات التخدير والاحتواء وشراء الوقت .. مما يشي بعدم الجدية في هذه المسألة ... ويعقد المشهد ويرفع من حدة التوتر فضلاً عن تعميق أزمة الثقة ..
تتكاثر الوعود الحكومية بالإصلاح .. ولكن أي منها لم ير النور بعد .. صحيح أن هناك ملفات فساد بدأت تفتح .. وتحال إلى هيئة مكافحة الفساد .. إلا أن أي من حالات الفساد التي تمت إحالتها لم تمس بعد "اللاعبين الكبار" في لعبة الفساد والعبث والاستهتار بالدولة ومقدراتها .. كما أن واقعة السماح لأحد المحكومين بقضية فساد تفوق المليار دينار بالسفر يلقي بظلال من الشك ليس على جدية الحكومة بالإصلاح فحسب بل على مجمل النهج الحكومي في إدارة شؤون البلاد .
أما عن العلاقات القائمة بين قوى المشهد الأردني من حكومة وسلطات أمنية وقوى سياسية من أحزاب وتيارات وحركات .. فإن مفرداتها السلبية هي سيدة الموقف .. وتبدأ من "الفوقية " في التعامل مروراً بالاتهامية والتشكيكية والإقصائية.. مع "تكميم الأفواه، وشراء الضمائر والأقلام، .. فضلا عن الترويع والتهديد والتخويف .. والتدخل الأمني الفج في كافة تفاصيل الحياة الجامعية .. فما زالت هذه القبضة الأمنية وما تفرضه من ممارسات مؤذية ضد الشباب وعائلاتهم .. قائمة ومتكررة .. بالرغم من تصريحات رئيس الوزراء حول قيام الحكومة بـ"إغلاق كافة المكاتب الأمنية في الجامعات" .. وبالرغم من تعهد "المركز الوطني لحقوق الإنسان " بمتابعة قضايا الطلبة بشكل عام وقضية الطلبة الذين يتعرضون للتهديد بشكل خاص.. إلا أن هذا الأمر يأبى على التحقق في تحد صارخ للأوامر الملكية بوقف كافة أشكال التدخل الأمني في الجامعات .. !!
ونتساءل عن من هم خصوم الإصلاح ومن هم الذي يعيقونه ؟؟ هل هي الحركات الطلابية المطلبية ؟؟ أم أنهم الأحزاب والقوى والتيارات السياسية والاجتماعية المطالبة بالإصلاح؟؟
أليس الخصم - الذي ينبغي ألا يتم استبداله – هو من يصر على سياسات "الإفقار والنهب والفساد والإفساد " ومن يحاول العبث بالأمن المجتمعي والوطني عبر إثارة الفتن الإقليمية والعشائرية والجهوية ..؟؟
وقبل مكافحة كل الناشطين ومعهم مؤسسات المجتمع المدني بكل تنوعاتها.. نتساءل عن أولوياتنا الوطنية ؟؟ يبدو أن هناك هوة عميقة بين فهم الحكومة لهذه الأولويات وبين فهم الإصلاحيين ؟
إن الممارسات الحكومة بكل ما تفرضه من إيذاء تتناقض موضوعياً مع دعاوى الإصلاح ومع شروطه وعوامل حدوثه . استطاعت - بكيميائها العجيبة - أن تحول قوى الإصلاح إلى عملاء ومخربين وطفيليات ضارة ينبغي استئصالها والتعبئة ضدها للتخلص منها حفاظا على الوطن ومكتسباته.. فضلا عما أحدثته من إضرار في عملية التحول الديمقراطي المنشود.. وفي مقدمتها التنمية السياسية بما في ذلك من تنشيط الحياة الحزبية وتشجيع الانخراط في الحياة العامة ..
حتى نتجاور هذا المأزق الخطير الذي يعتور مسيرتنا لا بد من الاعتراف أولاً بالشروخ التي أصابت "الثقة" بين قوى الإصلاح – بتنوعاتها – والحكومة.. فغياب الثقة غالباً ما يكون مصحوباً بالخوف والشك .. ويهيئ البيئة الخاصة بنشوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.. مما يضع مستقبل مسار الإصلاح السياسيّ على المحكّ ..
ولنعترف بأن لا إبداع في ظلال القمع .... فلا حوار مع الهراوات والبساطير ..وحين يسيل الدم وتغيب الثقة يتهدد الاستقرار ويغيب الأمن - كل الأمن ..
فهل من مدكر ؟؟
eidehqanah@yahoo.com
الخميس، 7 أبريل 2011
الأربعاء، 6 أبريل 2011
التحريض السياسي .. لعب بالنار
د. عيدة المطلق قناة
يبدو أن حادثة البلطجة التي أسفرت عن استشهاد أحد الأردنيين وإصابة المئات منهم ما زالت تتفاعل .. فعلى الرغم من ردة الفعل القوية على حادثة دوار الداخلية وسابقاتها .. وما تركته من ندوب وتشوهات على مجمل الصورة الأردنية - التي كانت على الدوام بهية ومتفردة - .. إلا أن ما استتبعها من حوادث جاء أكثر خطورة .. جعلت المشهد الأردني - يدور في فلك من التهديد والتخويف والتشكيك والتخوين والاتهامية..
فسبحان الله فما بين عشية وضحاها تحول المطالبون بالإصلاح من الأردنيين – كما تحول نظراؤهم من العرب ذات ثورة مضادة- إلى شعب بلا عقل ولا إرادة ولا مطالب ولا كرامة.. بل حولته - ذات الأبواق - إلى فلول من العملاء والمندسين والإرهابيين والدخلاء والغرباء ومنفذي الأجندات الخارجية والمدفوعين.. معجم من طبيعته أن يشرعن كل أفانين البلطجة وتكسيير الرؤوس، وتهشيم العظام .. والضرب والتعذيب والتنكيل والاعتقال والتحقيق بل والقتل.. كما يشرعن كل الوسائل والأدوات والأسلحة بدءا من سلاح البلطجة والبلطجية والقناصة.. مروراً بالتحريض والتحشييد .. وما تستدعيه من هراوات وحجارة وبلطات وسكاكين وربما سيوف.. و قنابل مسيلة للدموع .. وربما غازات سامة – كما هو في الحالة اليمنية – بل بكل ما تمتلكه بعض الجيوش من أسلحة الدروع والدبابات والراجمات والصواريخ – كما هو في الحالة الليبية - ..!!
قد يستشعر القارئ بأن هناك ربما مبالغة في الخوف والتوصيف .. إلا أن لهذا التصورما يبرره.
وذلك برغم الغضب الشعبي العارم.. وبرغم ردود الفعل الاستنكارية التي صدرت عن مرجعيات عليا وفي مقدمتهم (جلالة الملك)... إلا أن الأردنيين ما زالوا يتعرضون ليل نهار لحملات من التحشييد والتجييش بل والبلطجة المتكررة .. ففي الأسابيع القليلة الماضية تكرر سحب سلاح البلطجة من غمده أكثر من مرة .. لقد استخدم ضد الشباب الذين اعتصموا عند رئاسة الوزراء.. واستخدم ضد مسيرة الجمعة في الثامن عشر من فبراير /2011 .. ( التي أسفرت عن ثمان إصابات منها كسر يد أحدهم وإصابة آخر بارتجاج في الدماغ) .. ثم جاءت حادثة ميدان " جمال عبد الناصر" يوم الجمعة في الخامس والعشرين من آذار /2011 (التي اسفرت عن وأكثر من مائة مصاب - كاد بعضهم أن يفارق الحياة).. بل تحولت إلى اعتداءات مباشرة – على البيوت والمقرات – وإلى استهداف قوى سياسية وفي مقدمتها "الحركة الإسلامية" ( وما حادثتي اقتحام مقر الأخوان المسلمين في جبل التاج .. واقتحام مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في عمان إلا أمثلة) ناهيك عن تهديد لبعض الرموز والشخصيات ( إذ تكرر تهديد الشيخ حمزة منصور أكثر من مرة)!!
فمع التباطؤ الممل في أعمال لجان التحقيق (التي تكاثرت دونما نتائج حتى تاريخه ).. ومع تكرار الحوادث .. وارتفاع وتيرة التحريض والتجييش الإقليمي .. ومع قناعة معظم القوى الإصلاحية بأن الحكومة هي التي شكلت الغطاء السياسي للمعتدين - خاصة الذين اعتدوا على شباب 24 آذار- ، أخذت مصداقية الحكومية في التآكل ..واتسعت فجوة الثقة .. وازدادت المخاوف من محاولات الالتفاف على الإصلاحات الحقيقية ، وعلى المطالب الديمقراطية للشعب.. كما ارتفعت حدة التوتر والاحتقان.. وأخذ الأردنيون يخشون من تقييد دمائهم وكراماتهم ضد مجهول..
فمع تصاعد حالة التحريض والتجييش وأعمال البلطجة ضد القوى المطالبة بالإصلاح .. ومع اتهام الحركة الإسلامية - على سبيل المثال- بوطنيتها وهي التي ترى في " أمن الأردن واستقراره فريضة شرعية" .. ومع ترجمة التحريض إلى ممارسات يعاد إنتاجها في غير مكان وفي غير مناسبة.. بات الأردنيين يخشون من تداعيات هذه الحالة على الأمن الوطني والسلم الأهلي ..
إن الأردنيين يرفضون "البلطجة" بكافة تعبيراتها ( المسلحة والأمنية.. اللفظية و الإعلامية .. السياسية والاقتصادية.. النفسية و الأخلاقية) .. باعتبارها أخطر وأغبى وسيلة من وسائل القمع والإرهاب الفكري .. فضلا عن أنها من أعمال الكراهية !!
وعليه فلا بد من الكف عن تعزيز هذه الظاهرة وتشجيع أدواتها لأنها ظاهرة غريبة على المجتمع الأردني وثقافته .. وما الترويج القائم حاليا لها و حمايتها إلا بلطجة سياسية وأخلاقية ولعب خطير بالنار!!
Eidehqanah@yahoo.com
يبدو أن حادثة البلطجة التي أسفرت عن استشهاد أحد الأردنيين وإصابة المئات منهم ما زالت تتفاعل .. فعلى الرغم من ردة الفعل القوية على حادثة دوار الداخلية وسابقاتها .. وما تركته من ندوب وتشوهات على مجمل الصورة الأردنية - التي كانت على الدوام بهية ومتفردة - .. إلا أن ما استتبعها من حوادث جاء أكثر خطورة .. جعلت المشهد الأردني - يدور في فلك من التهديد والتخويف والتشكيك والتخوين والاتهامية..
فسبحان الله فما بين عشية وضحاها تحول المطالبون بالإصلاح من الأردنيين – كما تحول نظراؤهم من العرب ذات ثورة مضادة- إلى شعب بلا عقل ولا إرادة ولا مطالب ولا كرامة.. بل حولته - ذات الأبواق - إلى فلول من العملاء والمندسين والإرهابيين والدخلاء والغرباء ومنفذي الأجندات الخارجية والمدفوعين.. معجم من طبيعته أن يشرعن كل أفانين البلطجة وتكسيير الرؤوس، وتهشيم العظام .. والضرب والتعذيب والتنكيل والاعتقال والتحقيق بل والقتل.. كما يشرعن كل الوسائل والأدوات والأسلحة بدءا من سلاح البلطجة والبلطجية والقناصة.. مروراً بالتحريض والتحشييد .. وما تستدعيه من هراوات وحجارة وبلطات وسكاكين وربما سيوف.. و قنابل مسيلة للدموع .. وربما غازات سامة – كما هو في الحالة اليمنية – بل بكل ما تمتلكه بعض الجيوش من أسلحة الدروع والدبابات والراجمات والصواريخ – كما هو في الحالة الليبية - ..!!
قد يستشعر القارئ بأن هناك ربما مبالغة في الخوف والتوصيف .. إلا أن لهذا التصورما يبرره.
وذلك برغم الغضب الشعبي العارم.. وبرغم ردود الفعل الاستنكارية التي صدرت عن مرجعيات عليا وفي مقدمتهم (جلالة الملك)... إلا أن الأردنيين ما زالوا يتعرضون ليل نهار لحملات من التحشييد والتجييش بل والبلطجة المتكررة .. ففي الأسابيع القليلة الماضية تكرر سحب سلاح البلطجة من غمده أكثر من مرة .. لقد استخدم ضد الشباب الذين اعتصموا عند رئاسة الوزراء.. واستخدم ضد مسيرة الجمعة في الثامن عشر من فبراير /2011 .. ( التي أسفرت عن ثمان إصابات منها كسر يد أحدهم وإصابة آخر بارتجاج في الدماغ) .. ثم جاءت حادثة ميدان " جمال عبد الناصر" يوم الجمعة في الخامس والعشرين من آذار /2011 (التي اسفرت عن وأكثر من مائة مصاب - كاد بعضهم أن يفارق الحياة).. بل تحولت إلى اعتداءات مباشرة – على البيوت والمقرات – وإلى استهداف قوى سياسية وفي مقدمتها "الحركة الإسلامية" ( وما حادثتي اقتحام مقر الأخوان المسلمين في جبل التاج .. واقتحام مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في عمان إلا أمثلة) ناهيك عن تهديد لبعض الرموز والشخصيات ( إذ تكرر تهديد الشيخ حمزة منصور أكثر من مرة)!!
فمع التباطؤ الممل في أعمال لجان التحقيق (التي تكاثرت دونما نتائج حتى تاريخه ).. ومع تكرار الحوادث .. وارتفاع وتيرة التحريض والتجييش الإقليمي .. ومع قناعة معظم القوى الإصلاحية بأن الحكومة هي التي شكلت الغطاء السياسي للمعتدين - خاصة الذين اعتدوا على شباب 24 آذار- ، أخذت مصداقية الحكومية في التآكل ..واتسعت فجوة الثقة .. وازدادت المخاوف من محاولات الالتفاف على الإصلاحات الحقيقية ، وعلى المطالب الديمقراطية للشعب.. كما ارتفعت حدة التوتر والاحتقان.. وأخذ الأردنيون يخشون من تقييد دمائهم وكراماتهم ضد مجهول..
فمع تصاعد حالة التحريض والتجييش وأعمال البلطجة ضد القوى المطالبة بالإصلاح .. ومع اتهام الحركة الإسلامية - على سبيل المثال- بوطنيتها وهي التي ترى في " أمن الأردن واستقراره فريضة شرعية" .. ومع ترجمة التحريض إلى ممارسات يعاد إنتاجها في غير مكان وفي غير مناسبة.. بات الأردنيين يخشون من تداعيات هذه الحالة على الأمن الوطني والسلم الأهلي ..
إن الأردنيين يرفضون "البلطجة" بكافة تعبيراتها ( المسلحة والأمنية.. اللفظية و الإعلامية .. السياسية والاقتصادية.. النفسية و الأخلاقية) .. باعتبارها أخطر وأغبى وسيلة من وسائل القمع والإرهاب الفكري .. فضلا عن أنها من أعمال الكراهية !!
وعليه فلا بد من الكف عن تعزيز هذه الظاهرة وتشجيع أدواتها لأنها ظاهرة غريبة على المجتمع الأردني وثقافته .. وما الترويج القائم حاليا لها و حمايتها إلا بلطجة سياسية وأخلاقية ولعب خطير بالنار!!
Eidehqanah@yahoo.com
السبت، 2 أبريل 2011
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)